البحوث

  • المجتمع

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

☀الدعوة الدينية الرصينة والحساسية  المفرطة ☀

عندما تقترب أيام المحرم تتعالى كل عام أصوات تتردد صدى لأصوات استشراقية أو غيرها بضرورة عدم استفزاز غير المؤمنين بالأطروحات الدينية وخصوصا ما يتعلق بسيد الشهداء الحسين  عليه السلام فمن :

🔹 دعوة لجعل الطرح المنبري إنساني بعيدا عن القضايا الدينية وكأن الإنسانية في جوهرها منفصلة عن الدين وحقيقته وهذه مغالطة كبرى .

🔹وتارة المناداة بعدم التركيز على الخصوصيات لأنها قد تستفز وتوجب حالة من عدم التعايش ، مع أن الخصوصيات الفردية والاجتماعية والدينية والقبلية لا تلغي التعايش أو تتقاطع معه بل هي تنوع أقره القرآن الكريم ودعى للحوار لبيان الرشاد تحقيقا لمبدأ التكامل ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .

🔹وأخرى بالبعد عن الجانب الرثائي العاطفي والاكتفاء بالجانب الفكري البعيد عن الجانب الكلامي والتركيز على العقليات والذوقيات وتحويل المنبر إلى ندوات وحوارات بدلا من الطريقة المنبرية المعروفة الممزوجة بالرثاء والبعد عن اجترار التاريخ ، وهذه مغالطات إذ  التاريخ مرآة لتقويم الواقع تربويا وقيميا والتطلع للمستقبل المشرق من خلاله .

▫لذا يجب معرفة أنه :

ليس بالضرورة أن الدعوة إلى الله تعالى وأوليائه الطاهرين تعني أننا نحتقر الآخرين ونقزم إنسانيتهم ..

فالدعوة إلى الله تعالى لها صور متعددة مضافا للطرح المنبري الذي هو إحدى المنابع الروية طوال التاريخ الإمامي التي حثت العترة الطاهرة على الإلتفاف حوله والاغتراف من معينه ، بالإضافة إلى سبل أخرى للدعوة إلى الله تعالى وأوليائه تكون  عبر :

- ترجمة القيم والمبادئ من خلال التعامل الحسن مع الآخرين .
 
- الإحسان للناس كما أحسن الله للإنسان المؤمن وعرف فضله عليه .

- الإنصاف في الحوار وإشعار الآخرين بأن لهم تقدير حتى مع وجود الاختلاف .

- الدعوة إلى الله تعالى ليس أمرا منكرا وما يفعله أصحاب مبادئ الفلسفة المادية ممن ولد في البيئة المسلمة من إقامة الندوات والحوارات واللقاءات هي دعوة لفكرهم ومنهجهم ، بل والشعار العريض المطروح هو حرية الحوار ، فلما يصح لليبرالي والعلماني أن يدعو ويمارس أفكاره بكامل الحرية بل ويعتقد أن الفكر الديني مجموعة رؤى يجب تغييرها ، ويوسم في المقابل  المسلم بالتعصب والتمذهب عندما يدعو لدينه مع استخدامه لأدوات الحوار الرصين دون إكراه لأحد .


نسأل الله تعالى الثبات والبصيرة وأن يمدنا بالسداد والرشاد .

والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق