هل سنخسر عندما نغلق محلاتنا في وفيات آل محمد (ع) ؟
يثار تساؤولات حول العادة التي تميزت بها قطيف الولاء والمحبة لماذا تغلق محلاتها التجارية ليالي المناسبات الحزينة وتعطل فيها مصالح الناس ؟
والجواب :
إن موضوع الرزق هل ينحصر في سبب واحد هو السعس أم له أكثر من مسبب ؟
للرزق أسباب منها لا على سبيل الحصر :
1- السعي :
فالسعي والمثابرة للتطوير وحسن العمل داعٍ كبيرٍ لثقة الناس وموجب لنزول البركات ( واسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) .
2- التقوى :
فالمتقي يخاف الله تعالى ويراقب نفسه لكي لا تطغى بسبب الأنانية فتخد الناس أو تدلس عليهم في البيع والشراء ، وتكون التقوى حاضرة في التعاطي مع الناس بالصدق والأمانة وهو ما يحبب الإنسان لدى الناس ، فالتقوى ليس فكرة بل سلوك وعمل . ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )
3- الرحمة والإنصاف :
إن التعامل الراقي في التعامل مع الناس من موظفين ومشترين بل كل من يتعامل معه الإنسان من المؤمنين وغيرهم يوجب التقدير والاحترام والرغبة في التعامل مع هكذا شخص مما يجعل ذلك المحل التجاري مكاناً يقصده الناس .
4- الصدقة :
فهي من مسببات الرزق وموجبات البركة ( استنزلوا الرزق بالصدقة ) .
5- تعظيم الدين وأهله :
فمن يتفاعل مع أولياء الله تعالى ويعظمهم لقربهم من الله تعالى يكون محلاً لعناية الله ولطفه ورحمته .
إن التفاعل الإيجابي هو أن يجعل الإنسان أولياء الله سبحانه في المحل الذي جعلهم الله تعالى ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )
فمن يغلق محله في أحزان آل محمد عليهم السلام فبحسب حديث تجار لهم وزنهم في الساحة التجارية إذ يقول بعضهم من يأتي للشراء منا لن يفوتنا الرزق بسببه فالزبائن الذين اعتادوا علينا يأتون بعد يوم الوفاة ، بل يقول بعضهم : فاليوم الذي يلي الوفاة يكون الزبائن أكثر .
أمر آخر هام وهو أن الأمر متروك لكل إنسان ليحدد درجة مناصرته وتفاعله مع آل محمد عليهم السلام فمنهم من يكتفي بأقل درجات التفاعل ومنهم من همته عالية في المناصرة لـ ( يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا ) .
لهذا فالعادة الرائعة التي توارثها الأبناء عن آباءهم في قطيفنا الجميلة تحمل دلالات كثيرة منها عندما يأتي أي شخص من خارجها ليرى أن هنا مودة تتجسد في حياة الناس مع آل محمد عليهم السلام وتعظيم لشعائر الله سبحانه .
السؤال: ما حكم ممارسة الاعمال التجارية في الايام التي توافق وفيات الائمة سلام الله عليهم اجمعين، مع العلم اننا غير مجبورين من أي جهة بمواعيد العمل (أي اننا لو لم نعمل لا يوجد اي ضرر يعتدبه غير تفويت مكسب ذلك اليوم)؟
الجواب: ينبغي غلق المحلات التجارية في الايام التي تصادف وفايت المعصومين (عليهم السلام)بل يلزم ذلك اذا عد فتحها اساءة لهم عليهم السلام. - السيد السيستاني دام ظله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من كلمة الجمعة لسماحة الشيخ حسام آل سلاط 9 ربيع الأول 1438 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق