متى ما كان للحب أياماً كان حباً مصطنعاً .
الحب الحقيقي هو الممدود من الله تعالى والمصان منه بشريعته ،
وأما يكون بين العشاق خارج إطار العلاقة المشروعة فقد عبر عنه الإمام الصادق (ع) : ( تلك قلوب خلت من محبة الله فأسكن فيها غيره )
وما يشاع المسمى بعيد الحب إن كان المراد به (العلاقة الجنسية ) فهي أولاً ليست علاقة بهيمية تهيجها الأيام بل علاقة في إطار التكامل والطهارة النفسية ، حيث يراها الدين أنها بناء وزراعة وتشييد ،
وهذا الشيخ ابن فهد الحلي أعلى الله مقامه في المهذب البارع يعبر عنها تعبيراً جميلاً جداً لذوي البصائر والقلوب بقوله :
من جملة المعاني التي فسر بها قوله تعالى ( فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم ) تقديم الأطفال كونه سببا لذكر الله . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا ، لعل الله يرزقه نسمة يثقل الأرض ب ( لا إله إلا الله ) .
وقال يوسف لأخيه : كيف استطعت أن تتزوج النساء بعدي ؟ ! فقال : إن أبي أمرني وقال : إن استطعت أن يكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح ، فافعل .
أما الأول من الوجوه ، وهو ( موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لبقاء نوع الإنسان ) فهو أدق الوجوه ، وأبعدها عن أفهام العوام ، وأقواها عند ذوي البصائر والأفهام ، وأرباب الفكر في عجائب صنعة العلام ، لأن الله سبحانه خلق الزوجين الذكر والأنثى ، وخلق النطفة ، وهيأ لها في الأنثيين عروقا ومجاري ، وخلق الرحم قرارا ومستودعا للنطفة وسلط متقاضي الشهوة على كل من الذكر والأنثى . فهذه الأفعال تشهد بلسان ذلق في الإعراب عن مراد خالقها وبانيها ، وينادي أرباب الألباب بتعريف ما أعدت له ، فالتارك للنكاح المتعلل بنوع ما ، من الأعذار ، داحض الحجة ، محجوج القول ، خاسر الصفقة . انتهى كلامه .
وإن كان المراد منه ( التعبير عن الحب في يوم بلا حدود ولا ضوابط ) فهو بعيد عن حقيقة الحب .
إذ من ينطلق من محبة الله عزوجل لا يخدش قلوب عباد الله تعالى ولا يتعدى حدوده بعلاقات ظاهرها المحبة الجسدية وباطنها اندفاعات غرائزية لن تقف عند حدود .
فالإسلام دين الحب ولم يجعل للحب أياماً بل أسس القلوب على المحبة الصادقة فكانت أيام المؤمن ملؤها المحبة والعطاء والفاعلية .
حسام آل سلاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق