البحوث

  • المجتمع

الأربعاء، 29 يناير 2025

الأنبياء أو التافهون؟! (2)

بعد أن كنا في جمال النبوة وصناعتهم للحياة والحضارة وتصدرهم للحياة الملهمة على مدى خط الزمان نقف لنرى من على هامش الحياة الأنبياء أو التافهون؟ 

┈┈•༶°•❃•°༶•┈┈•

المحور الثاني : صناعة التافهين : 

هذه أهم المزالق التي ينحدر لها التافهون ويروجونها بين المراهقين وأصحاب العواطف ،،، والحديث فيها يطول ونعنونها في ثلاثة أخطار : 

# بيع الوهم 
# تخدير العقول وتجميد المشاعر 
# عبادة الذات 

- الكلمة إحدى أهم أدوات التواصل ، وفي عصرنا أضيفت للكلمة عدة أدوات تواصلية مؤثرة منها الصورة والألوان والأدوات المستخدمة في عالم الميديا.
 
- إن انغمار الحياة العامة ولجميع الأفراد والتنافس المحموم لشركات الأجهزة الذكية جعلت من لا يستخدم هذه الأجهزة في نظر البعض متخلّف عن ركب المعاصرة للتواصل اللحظي ، والحكم عليه بأنه غير مواكب للعصر .

- وكما يقول بعض الكتّاب :   ثورة تكنولوجيا المعلومات هيَّأت ربط بقاع العالم كله، وجعلته أشبه بقرية صغيرة، وحققت للإنسانية كثيرًا من أحلامها، وقربت المجتمعات، ووضعتها في فضاء مشترك ومنصة واحدة، وسهلت بين الناس في جميع أنحاء المعمورة عمليات التواصل والاتصال المذهلة، كما طرحت أمام الإنسان آليات مبتكرة وسهلة للحصول الآني على المعلومة المنشودة في كافة التخصصات والمجالات، وأتاحت خدماتٍ عجيبة للاتصال الفعّال والوصول إلى الآخر –مهما كان مكانه- في يسرٍ دون عناء ! 

- ولما كانت وسائل التواصل الاجتماعي، أو شبكات الإعلام الاجتماعي هي بالأصل منصات برمجية لإتاحة الفرصة أمام المستخدمين ليتواصلوا فيما بينهم ويشاركوا تجاربهم، من خلال نشر وعرض معلومات، أو تعليقات، أو صور، أو مقاطع فيديو، أو أي محتوى يُراد بثه، في سهولة خرافية وغير مسبوقة، دونما قيود من الزمان أو المكان أو المسؤولية، وهي برمجيات ومواقع متاحة يمكن الوصول إليها في أي مكان من العالم وعلى مستوى الكون كله، فقد اكتسبت قدرة هائلة في التأثير على المجتمع والدولة في العالم بوجه عام، والعربي منه بوجه خاص.
 
     وما من شكٍ في أنه حين يتعاظم في تلك الشبكات الاجتماعية عنصرا التسلية والترفيه، علاوة على ما تتسم به من سعة الانتشار وسهولة الاستخدام من أي مكان وتوفر الإنترنت على مستوى الكون فقد صارت ملعبًا خطيرًا يتبارى فيه المراهقون والطائشون والمنحلون بعرض محتواهم وتجاربهم وعقائدهم وطموحاتهم وأنماط حياتهم المبتذلة دون وصاية، أو وازع من دين أو ضمير.
 
     ومع إيماننا الكامل بالدور العظيم والأهمية الكبيرة لمنصات التواصل الاجتماعي في تذليل حدود المكان والزمان، وتسهيل الاتصال بين الأفراد، والتعريف بالآخر، والمشاركة في شتى أنواع القضايا العالمية، إلا أن الصورة ليست وردية كما توقع البعض، وخطايا تلك المنصات أكبر من أن تحصى، وأخطر من أن ننظر إليها نظرة التهوين والاستخفاف؛ فقد تنامى حجم الجرائم الإلكترونية، وتنوعت كمًا وكيفًا بصورة مخيفة، ما بين جرائم أخلاقية واجتماعية وسياسية وجنسية، وبات المشهد العام قاتمًا لما تحولت تلك الشبكات منبرًا لكل من هبّ ودب، اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح معظم المستخدمين يتنافسون في بث مقاطع مرئية رديئة، وملفات صوتية مبتذلة، ومعلومات سريعة سطحية، كما لا يخفى عن الجميع عن تلك المسابقات بين الجنسين والتي قد يكون الهدف الأساسي من ورائها هو المال فقط كوسيلة سريعة جدًا للحصول على المال والشهرة، كل ذلك عبر فضاء إلكتروني ورحلة افتراضية تزداد فيها سلطة الفرد خارج الأطر التقليدية، ويتعاظم فيها تحرير المرأة من القيود الاجتماعية، وتتفكك على إثرها روابط التفاعل الاجتماعي المباشر مع العائلة والأصدقاء؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث تغييرات فارقة في تكوين الشخصية العربية على وجه الخصوص.
- إن مشكلة مجتمعاتنا العربية مع منصات التواصل الاجتماعي أننا استغللنا جانبها السلبي، ومع انحسار الدور التربوي الذي تلعبه الأسرة، وغياب الوعي، ومع توفر دوافع الشهرة وجلب الأموال وحصد جمهور المتابعين انبرت شرائح مجتمعية من الشباب والمراهقين في تنفيذ أعمال ضارة، ومخالفة للأعراف والقوانين، وتحولت هذه المنصة على أيديهم إلى ساحة مفتوحة من المحرمات والمخالفات والسلوكيات التي تخالف تعاليم ديننا وقيمنا.

وكما تقول بعض التقارير الصحفية : وتعريف «المؤثر» ببساطة هو الشخص الذي يتبعه عدة ملايين، وبحد أدنى 10 آلاف متابع، على وسائل التواصل الاجتماعي، يثقون في تقييمهم لسلع أو خدمات في مجال معين بحيث تستعين بهم الشركات لتسويق منتجاتها مقابل مدفوعات أو هدايا تقدمها لهم. وهو مجال مختلف تماماً عن الإعلان المباشر وعن الإعلام، ويعترف أصحابه بتلقي مدفوعات مباشرة مقابل الخدمات التي يقدمونها.

ويأتي الترويج للمنتجات عبر العديد من الأساليب حيث يظهر المنتج في الخلفية للتعريف به أو يمثل الـ«المؤثر» دور المشتري للمنتج «لأنه يثق به» أو لأنه يعرف عن هذا المجال أكثر مما يعرف غيره. ورغم القدرة في التأثير على شراء منتجات معينة أو الترويج لها، فإن «المؤثر» غير مسؤول بالمرة عن النتائج إذا كانت هذه المنتجات ضارة أو ليست بالجودة التي يدعيها المؤثر.
المؤثرون يتمتعون بالابتكار ويرسمون خطوط توجهات الإنترنت التي تعرف باسم «تريندز». وهناك العديد من الفئات التي يمكن إطلاق اسم «المؤثرين» عليهم مثل الصحافيين والأكاديميين وخبراء التسويق ومحللي الأسواق. وهناك فئات بلا مهن محددة ولكنهم استطاعوا جمع أعداد غفيرة من المتابعين. وتجذب قراءة ما يكتبه هؤلاء في مدوناتهم أو المقتطفات التي يضعونها على مواقعهم المتابعين لهم.
إن عالم المؤثرين يعتبر ضئيلاً للغاية، بالمقارنة مع جمهور الإنترنت الدولي الذي أثبتت العديد من الأبحاث أن نسبة من يثقون في المؤثرين لا يتعدى أربعة في المائة من مستخدمي الإنترنت.
هل الآثار السلبية للسوشيال ميديا على المجتمع كثيرة؟

إن الآثار السلبية للسوشيال ميديا على المجتمع كثيرة بالفعل، ولا يقتصر تأثير السوشيال ميديا على الأطفال وإنما يشمل الكبار أيضًا، ومن هذه الآثار السلبية على المجتمع ما يأتي:

زيادة الفجوة بين الأبناء والآباء:
 كانت زيادة الفجوة العاطفية بين الآباء وابنائهم من أبرز الآثار السلبية لشبكات السوشيال ميديا، وذلك لأن كل واحد من الطرفين منشغل في جهازه الإلكتروني دون مراعاة مناقشة مشاكل الأبناء ومناقشتهم.

نشر ثقافة الاستهلاك: 
كان لشبكات السوشيال ميديا دورًا كبيرًا في نشر ثقافة الاستهلاك داخل المجتمعات، وهي ثقافة يقوم الأفراد من خلالها بشراء الكماليات التي تفوق إمكانياتهم المادية.

التفكك الأسري:
 أدى انتشار شبكات السوشيال ميديا وكثرة استخدامها إلى ضعف الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة، وأصبح الطابع الفردي سائدًا بين أفراد الأسرة في كثير من الأحيان.

الحد من مناقشة الأمور الأسرية: 
أدى انتشار مواقع السوشيال ميديا وكثرة استخدامها إلى الحد من مناقشة الأمور الأسرية بين الزوجين في الأسرة الواحدة، وهو ما تسبب بزيادة مستويات التفكك الأسري في المجتمع.
نشر أسرار الآخرين: يقوم البعض بالاعتماد على شبكات السوشيال ميديا لنشر أسرار الآخرين وإفشائها دون وجود أي رادع ديني أو أخلاقي من نشر هذه الأسرار، وهو ما يعد اختراقًا لخصوصية الأفراد.

تعزيز التعصب:
 يستخدم بعض الأفراد وسائل السوشيال ميديا لإثارة نعرات التعصب والقبلية بين أفراد المجتمع الواحد بدلًا من تعزيز أواصر الترابط المجتمعي، ويتضح تأثير السوشيال ميديا على المجتمع بهذا الشكل في كثير من الأحداث.

تقليل الزيارات بين الأقارب: 
تسببت شبكات السوشيال ميديا بتقليل الزيارة المتبادلة بين الأقارب من أفراد العائلة الممتدة، وذلك للاكتفاء بالرسائل النصية كثيرًا من الأحيان بدلًا من زيارتهم بشكل شخصي.

الابتزاز:
 مع زيادة عدد مستخدمي شبكات السوشيال ميديا تشكّلت أنواع جديدة من الابتزاز التي تهدد بالتشهير عبر هذه الشبكات، ما يُشكّل خطورةً كبيرةً على أفراد المجتمع وينتهك راحتهم وخصوصيتهم.

تراجع استخدام العربية الفصحى: 
إن تراجع استخدام العربية الفصحى من آثار السوشيال الميديا السلبية على أفراد الوطن العربي؛ فإن الأفراد يستخدمون اللهجات العامية والأحرف والرموز غير العربية أحيانًا أثناء التواصل عبر مواقع السوشيال ميديا.

نشر الشائعات: 
صارت شبكات السوشيال ميديا وسيلة من وسائل نشر الشائعات وإثارة الفتن بين أفراد المجتمع خلال الوقت الراهن، وهو ما يؤدي إلى كثير من الآثار السلبية، ومنها نشر الخوف بين الأفراد.

ضياع الهوية الثقافية: 
تسهم شبكات السوشيال ميديا في ضياع الهوية الثقافية للمستخدمين وانتشار الهوية العالمية على حسابها، وذلك نتيجةً للتواصل مع الأفراد من مختلف أنحاء العالم والانفتاح على الثقافات الأخرى بشكل كبير.


ما هو تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية؟
لا يقتصر تأثير السوشيال ميديا على المجتمع وحده وإنما هُناك العديد من الآثار الفردية السلبية التي يتعرض إليها المستخدمون على الصعيد الشخصية أيضًا، ومن ذلك: آثار السوشيال ميديا على الصحة النفسية بعدة أشكال سلبية، ومنها الآثار النفسية السلبية الآتية:

الاكتئاب والقلق: 
يؤدي التواصل مع الآخرين وجهًا لوجه إلى تحسين المزاج بشكل أفضل، ومع تقليل التواصل وجهًا لوجه وزيادة مستويات التواصل عبر السوشيال ميديا تزداد احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج.

عدم الرضى عن الذات:
 في كثير من الأحيان تؤدي شبكات السوشيال ميديا إلى عدم الرضى بالذات، والشعور بالدونية فيما يتعلق بالمظهر أو غير ذلك مما يؤثر على الحالة النفسية بشكل سلبي.

الشعور بالوحدة: 
ربما يؤدي الاستخدام المفرط لشبكات السوشيال ميديا إلى الاعتزال وزيادة الشعور بالوحدة، ويؤدي الحد من استخدام شبكات السوشيال ميديا والتواصل عبر العالم الحقيقي إلى تقليل الشعور بالوحدة.

الندوب العاطفية:
كثيرًا ما يتعرض المستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي إلى الإساءة والتنمر الإلكتروني، وهو ما يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية العاطفية التي تنتج عن التنمر.

فكرة تفويت بعض الأشياء:
 مع كثرة متابعة شبكات السوشيال ميديا يتولد لدى المرء شعورٌ بتفويت الكثير من الأشياء التي تعزز من مستويات المرح؛ نظرًا لأن الآخرين يمتلكونها، وهو ما يقلل من الاحترام للذات ويزيد من القلق.

الاستغراق في الذات: 
يتسبب الانخراط في شبكات السوشيال ميديا أحيانًا بالاستغراق في الذات والتمركز غير الصحي حولها، والابتعاد على الاتصال بالحياة الواقعية التي يعيشها المرء.

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق