البحوث

  • المجتمع

الخميس، 25 أغسطس 2016



شذرات

من فقه التمريض



أهم الأحكام الابتلائية للممرض والممرضة





حسام سعيد آل سلاط







حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

ط 3 – 1436 هـ - 2015 م











إطلالة :



من النعم التي يوفق لها الإنسان أن يتمكن من مساعدة الآخرين ورفع الألم عنهم ، وهي مسؤولية يتحملها من سخّر نفسه لذلك ، وفي مقابل هذا التوفيق الذي يستوجب الشكر والثناء على الله تعالى ينبغي معرفة أهمية الموقع وتأثيره على المجتمع لا على من يشغل هذه المسؤولية .

إن العمل في الجانب الطبي رسالة إنسانية سامية وهي في ذات الوقت تستوجب الالتفات لما ينبغي على الممرض والممرضة تجاه دينهما وشريعتهما التي يدينان الله تعالى بها من أحكام وجدت لرفعتهما والحفاظ على قيمتهما السامية التي لا يرضى الخالق الحكيم بانحدارها أو التقليل من شأنها بأي لون من ألوان الخروج عن الضوابط الشرعية المقدسة ، والفطرة الإنسانية السليمة .



من موقع المسؤولية ومشاركة منا للمؤمنين والمؤمنات الممرضون والممرضات نقدّم هذه الهدية القيَمة علها تحظى بقبول الله تعالى وسيدتنا زينب عليها السلام التي مهدين ثواب هذا الجهد لها ولأبيها أمير المؤمنين عليهما السلام .















تنويه هام :



الفتاوى الواردة مأخوذة من الكتب المختومة من مكاتب المراجع واستفتاءات خطية قدمنها لهم ومواقعهم الالكترونية الرسمية , حاولنا الحصول على فتاوى تخص موضعنا للمرجع الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله فلم نجد سبيلاً لذلك لم نورد آراءه الشريفة ، تم طبع الكتيب في العام الماضي وفي هذا العام أضفنا إضافات هامة وهذه هي الطبعة الثالثة .



حسام سعيد آل سلاط – القطيف

الثلاثاء 19 ذي الحجة 1435 هـ .

















- مشروعية العمل في التمريض  :



من البديهي أن المكلف بالأحكام الشرعية لا يقدم على أي تصرف أو حركة متعلقة بذاته أو أفعاله أو أقواله حتى يعرف الموقف الشرعي الذي يُخاطب به ، ومن ذلك دراسة وعمل المرأة والرجل في التمريض فهو في نفسه جائز مع رعاية الحجاب وباقي الضوابط الإسلامية ، فأصل العمل جائز، فيما إذا كان بإخلاص مع مراعاة الضوابط الإسلامية، وكان عملاً إنسانياً فيه أجر وثواب ما لم يستلزم محرّماً .





- فتاوى في العمل المختلط :



§                 السيد السيستاني :

يجوز عمل المرأة في الأماكن التي يكثر فيها الشباب واختلاطها معهم مع الأمن من الوقوع في الحرام وإلا فيجب أن تتجنب الاختلاط.[1]



§                 السيد الخامنئي :

إذا كان التعامل بين الرجل والمرأة مع مراعاة الحجاب وبلا قصد الريبة ومأموناً عن المفاسد فلا بأس به وإلا فلا يجوز.[2]

§                 السيد صادق الشيرازي :

العمل في مهنة التمريض جائز، ولكن ترك الحجاب الشرعي لا يجوز، والحجاب الشرعي للمرأة هو ستر الشعر والرأس وجميع البدن ما عدا الوجه والكفين، كما أنه يجب عدم إظهار الزينة، وعدم لبس الثياب المثيرة أو التي تبدي تقاطيع الجسد - على الأحوط .[3]



§                 السيد الحكيم :

 يجوز في حد ذاته نفسه ، ولكن الاختلاط بين الجنسين قد يجر إلى كثير من المحرمات فاللازم الحذر واجتناب كل ما يثير الغرائز ويحرم إذا كان مع خوف المفسدة والوقوع في الحرام . [4]



- تعلم الأحكام المتعلقة بالنسبة للممرض والممرضة :



يجب على المكلف تعلم الأحكام التي يبتلى بها عادة، فإذا أدّى عدم تعلّم الأحكام الشرعيّة إلى ترك واجب أو ارتكاب محرّم فهو آثم ، فيجب على الممرضة تعلم الأحكام التي تبتلى بها في النظر واللمس والخلوة واللباس وتطبيب المريض وغيرها .



- المظهر والعلاقة مع غير المماثل  :

في العمل التمريضي تقع الكثير من الابتلاءات الشرعية للممرض والممرضة حيث أن العاملين في الجانب التمريضي من الطبقة المحبة لخدمة الناس وهي مهنة راقية لذا يتسم المنتسبون لها بحكم كثرة الاختلاط بالناس بالذوق العالي كلاماً ومظهراً ، ولكن وحيث أن وظيفة التمريض تقتضي أن يختلط كل منهما بغير المماثل من رجل أو إمرأة فإنه لابد من رعاية المظهر فنقول للممرض العزيز : حتى وإن كان من عادتك ارتداء الجميل فلتحذر من أي تصرف قد يوقعك أو يوقع الآخرين فيما لا يرضي الله تعالى ، فنقول للممرضة : لأنك جوهرة ثمينة لا تطالها الأيدي الآثمة ولا تنظرها الأعين الخائنة لهذا كان الشرع حريصاً على كرامتك وساعياً بجعلك ذات رفعة في مظهرك وحركتك .

ولكون مظهر المرأة بما أودعه الله من آيات الإبداع وصوناً له كان محل عناية من الشريعة حفاظاً على طهارة المجتمع وصوناً للمرأة من العابثين ومرضى القلوب فإن الشرع المقدّس أمر بستره ووضع للستر ضوابط لإبعاد الناس عن إثارة الشهوات وتفجير الغرائز الكامنة ، فمن الضوابط التي وضعها الدين لمظهر المرأة أنه  :



1- لا يجوز إبراز شيء من مفاتنها كشعرها أو شيء من جسدها عدا الوجه والكفين أمام الأجنبي سواءً كان الأجنبي قريباً أو بعيداً ، جاورته أو عملت معه ، دنت قرابته أو بعدت  ،فلا يصح إبداء محاسنها أمامه بأي صورة ومبرر.

2- الزينة التي تتزين بها المرأة لا يجوز لها أن تبرزها أمام الأجنبي ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) لذا أجاز الفقهاء إظهار الخاتم واحتاط بعضهم بالواحد لا أكثر.

3-اللباس الذي يُعد مجمٍّلاً للمرأة فهو من الزينة فلا يصح أن تظهره للأجنبي أو ترتديه أمامه ، بل حتى العباءة وما يغطي الرأس إن كانت مشتملة ً على أي نوع من الزينة لم يجز إبدائها ، أو كانت ألوانها ملفتة فلا يجوز إبدائها لأنها من الزينة ويسميها الفقهاء لباس الشهرة  .

4- اللباس الذي ترتديه يجب أن لا يكون مجسماً ومفصلاً لجسم المرأة ولا حاكياً ما تحته أي أن لا يكون شفافاً، فلا يجوز لبس البنطلون إذا كان مجسّماً لمفاتن بدنها أو موجباً لإثارة الفتنة غالباً.

5- العدسات الملونة من الزينة التي يجب على المرأة عدم إبدائها للرجل الأجنبي .

6- الزينة كالذهب والبروش والقلادة وسواها مما يُعد زينة ينبغي عدم إظهاره أمام الأجنبي

7- مشي المرأة ينبغي أن يكون بعيدا عن كل ما يثير من طريقته ، وحتى حذائها لوناً وشكلاً وأن لا يصدر صوتاًً ملفتاً وهذا كله داخل في إبعادها عن الإثارة وطمع مرضى القلوب  .

8- يجب اجتناب كل ما يوجب الريبة والخوف من الوقوع في الحرام بسبب افتتان الغير    .

9- فتح الوجه وإظهار اليدين ليس جائزاً على إطلاقه بل إن كان سيوقعها في الحرام أو أظهرته بداعي إيقاع الرجل في النظر المحرم لم يجز فتحه أمام الأجنبي ، ويفضّل بعض الفقهاء عدم فتحه واستخدام الحجاب الشائع في بلدها ، بل لو نهى الأب عن فتح الوجه فلا يجوز مخالفة الأب حينئذٍ  إذا كانت المخالفة موجبة لتأذيه الناشيء من شفقته عليها .

10 - القدمان من محاسن المرأة التي ينبغي للمرأة عدم إظهارهما أمام الرجل الأجنبي بلبس الجورب غير الشفاف .

11- في العلاقة مع الرجل الأجنبي سواءً كان زميل دراسة أو زميل عمل لا تجعل هذه الأسباب العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي صديقاً أو أكثر بل يبقى رجلاً أجنبياً عنها لا يحل ممازحته أو مفاكهته وإن طالت مدة المعرفة والمزاملة ، فلا يصح الملامسة وسواها من المحرمات بين الأجنبيين .

12- العطر مما قد تبتلى به الممرضة ، فبعض الممرضات تبالغ في وضع العطر بصورة كبيرة , وأخرى تضعه بشكل اعتيادي فهل لوضع العطر حكم في الشرع ؟

إن كان يترتب عليه مفسدة أو افتتان أو وقوع في الحرام فلا يجوز ذلك .







- فتاوى في مظهر المرأة وزينتها وعلاقتها بالأجنبي :



§                 المرجع السيد الحكيم دام ظله الشريف :

- يجب ستر الجسد ما عدا الوجه والكفين ، ويجب في الساتر أن لا يحكي ما تحته .

كما يجب إخفاء مفاتن الجسد ، ويجب أن لا يكون الساتر مثيراً ملفتاً للرجال بزينته ، وعن أهل البيت ( عليهم السلام ) : أن المرأة إذا تطيَّبت أو تزيَّنت لغير زوجها فهي ملعونة حتى ترجع إلى بيتها ) ، أو إن فعلت كان حقاً على الله أن يحرقها بالنار .وغير ذلك من الأخبار الناهية عن إشاعة الفساد والفتنة بين الرجال والنساء ، وضرورة تجنب الإثارة والشهوة ، ولزوم التعفف على المؤمنين والمؤمنات ، لما في ذلك من أضرار على المرأة والرجل، وعلى المجتمع بصورة عامة .

-   القَدَمان الأحوط وجوباً سترهما  .

- كشف الوجه والكفين من دون زينة مثيرة للأجانب ، والأولى والأفضل لها ولمجتمعها استعمال الحجاب المحتشم الرائج في البلد، والتغطية هي الأفضل  .

- حدود الحجاب الواجب أن يستر الجسم ، كما أن الأحوط وجوباً أن لا يوجب الإثارة الجنسية من إبراز المفاتن ، أو نحو ذلك.

- يحرم على الرجل النظر للمرأة بريبة وتلذذ ، كما أن الأحوط وجوباً للمرأة أن لا تملا نظرها من الرجل ولا تتأمل وتحدق به.

ويحرم على كل منهما أن يمس الآخر ، ولو بمصافحة أو تقبيل، وإن كان بريئاً وبلا ريبة ، بل لمجرد التحية الخالصة .

كما ينبغي لهما تجنب الخلوة ، ولو بفتح باب الغرفة ، وتجنب الأحاديث الكثيرة ، حيث قد تجرّ للمفاسد ، والحذر من النزوع للشر والفساد ، والاستعاذة من الشيطان الرجيم .

- الاختلاط بين الجنسين يسبِّب كثيراً من المحرمات ، فاللازم الحذر واجتناب كل ما يثير الغرائز ، وإلا تعرَّض الإنسان إلى كثير من المحرمات وعرَّض نفسه للمهالك ، وخاصة بالنسبة إلى المرأة ، فإن عفتها وحجابها الذي يصونها مما يشينها ويحفظ كرامتها ، لذا كان عليها أن تكون على حذر شديد ، خاصة في هذا الظرف الذي قلَّ فيه من يحافظ على المُثُل والقيم .[5]





§                 المرجع السيد السيستاني دام ظله الشريف :



- يجب على المرأة أن تستر شعرها وما عدا الوجه والكفين من بدنها عن غير الزوج والمحارم من البالغين مطلقاً ، بل الأحوط لزوماً أن تتستر عن غير البالغ أيضاً إذا كان مميزاً وأمكن أن يترتب على نظره إليها ثوران الشهوة فيه، وإما الوجه والكفان فيجوز لها إبداؤها إلاّ مع خوف الوقوع في الحرام أو كونه بداعي إيقاع الرجل في النظر المحرم فيحرم الإبداء حينئذٍ حتى بالنسبة إلى المحارم.

- الواجب على المرأة أن تستر كل جسمها عن الأجنبي إلا الوجه والكفين من دون تزين ويجب أن لا يعد اللباس من الزينة وان لا يبرز مفاتن المرأة .

- يجوز لبس الملابس غير العباءة أثناء الدوام إذا كان محتشما لا تبرز معه مفاتن المرأة ولا تعد من الزينة.

- الواجب علي المرأة ستر قدميها عن الأجنبي.

- لا يجوز فتح الوجه إذا كان الإبداء بداعي إيقاع الرجل في النظر المحرم أو كان مع خوف الوقوع في الحرام جراء ذلك، ولا يجوز مخالفة الأب إذا نهى عن فتح الوجه إذا كانت موجبة لتأذيه الناشئ من شفقته عليك .

- لابد من ستر الوجه عند استخدام المساحيق .

- يجوز للمرأة أن تتعطر ولكن لا یجوز لها الخروج به من البيت كذلك إذا كان موجباً لإثارة الرجل الأجنبي.

-  لا ينبغي للمرأة أن تخرج من بيتها لبعض شؤونها وهي معطّرة يشمّ عطرها الرجال الأجانب بل لا يجوز إذا كان يوجب افتتان الرجل الأجنبي أويسبّب عادة ً إثارته.







§      المرجع السيد الخامنئي دام ظله الشريف :

- يجب على المرأة ستر جميع بدنها عن الأجنبي ما عدا الوجه والكفين بشرط أن يكونا خاليين من أي زينة وأن لا ينظر أحد إلى وجهها وكفيها بقصد اللذة والريبة.

- لا يجوز ظهور هذه المواضع : تحت الذقن ، الرقبة ، الأذنين ، الصدر، الكفين إلى العضد ، ويجب عليها ستر هذه المواضع من الأجنبي .

- من الزينة التي يجب على المرأة عدم إظهارها للأجنبي  : حف الحواجب فيجب سترها عن الأجنبي إذا عده العرف زينة . 

-  الكحل والخاتم إذا عد زينة بنظر العرف فلا يجوز إظهارهما أمام الأجنبي، وتشخيص الموضوع راجع إلى نظر المكلف العرفي.

- العطر إذا كان موجباً لجلب أنظار الأجنبي أو منشأ لخوف الافتتان فلا يجوز ، وإلا فهو غير محرم شرعاً .[6]



§         المرجع السيد صادق الشيرازي دام ظله الشريف:

- على المرأة المسلمة أن لا ترتدي الملابس التي تفصّل جسمها، وكذا الملابس الملونة الملفتة - على الأحوط - ولا يفرق فيها بين البنت التي أكملت تسع سنوات وغيرها. 

-   يحرم كل لباس يثير شهوة الجنس في الإنسان كالألبسة الضيّقة التي تلتصق بالجسم وتبدي حجم الجسم فهو لباس مثير للشهوة.

- اللباس المحرّم لبسه هو: لباس الشهرة، اي اللباس الذي يشنع بصاحبه ويصغره في العيون، ويحقّره في القلوب، واللباس المثير والمهيج المسبب للفساد والفتنة.

- البنطلون لبسه جائز مع ستر البدن كاملاً (غير الوجه والكفين)، إذا لم يكن لباس شهرة.

-  حكم لبس الأحذية وحمل الحقائب الملوّنة للمرأة جائز في نفسه ما لم يستلزم حراماً .

- يلزم ستر كلّ القدم عن الرجل الأجنبي. ويجب ستر القدمين بجوراب ونحوه ، ولا يجب سترهما في الصلاة إلاّ إذا كان هناك ناظر أجنبي ينظر إليها، ويجب الستر عن الناظر المحرم .

- حفّ الحاجبين جائز، لكن على المرأة عدم كشفه لغير محارمها إذ يعتبر زينة على الأظهر.

- ينبغي للمرأة أن لا تتعطر لغير زوجها، فإنه يكره لها ذلك إن لم يكن مثيراً للفتنة ومنشأً للريبة، وإلا كان حراماً. في الحديث الشريف ما مضمونه: إن المرأة إذا تعطّرت لغير زوجها، وخرجت من بيتها وهي متعطّرة، لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيتها وإن تزيّنت لغير زوجها كان حقاً على الله أن يحرقها بالنار وعليها أن تتوب وتغتسل للتوبة ولا تعود لمثل ذلك.

- الحديث مع الأجنبي أصل التحدث إذا لم يشتمل على محرّم أو يستلزم محرماً ـ كما إذا كان لغرض مشروع ـ جائز، ولكن مع ذلك ينبغي اجتنابه إذ في الحديث الشريف: أن النبي الأكرم كان فيما يأخذه على النساء في البيعة أن لا يتحدّثن مع الرجال إلاّ ذا محرم (مستدرك الوسائل ج14 ص273).

- والتحدث بداعي الأخوة أو الصداقة إذا استلزم حراماً فلا يجوز في كل الصور.

- صداقة الرجل مع الأجنبية لا تجوز.

- لا يجوز نظر الرجل إلى غير الوجه والكفين من الأجنبيّة، ولا يجوز للمرأة النظر إلى الرجل أكثر من الوجه والكفين والرقبة ونحو ذلك مما كان متعارفاً في عصور المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.

- فتح الوجه يجوز إذا لم تتزين بحمرة أو لبس الخاتم ونحوهما، ولم يكن هنالك خوف افتتان، ولم يكن هنالك ناظر ينظر إليها بلذّة أو ريبة.[7]

 -الخلوة بين الممرض أو الممرضة وغير المماثل :



بحكم عمل والممرض والممرضة في المشافي فإنهما قد تجدان نفسيهما بعض الأحيان في مكان مع الطبيب أو أحد الرجال أو النساء من زملائهما ، أو مع مريض أو مريضة فهل لهذا الأمر حكم في الشريعة؟



إذا خل الرجل بالمرأة الأجنبية في مكان واحد بمفردهما ولم يمكن دخول ثالث عليهما سمي ذلك بالخلوة .



§                 تعريف الخلوة:

فهي الاختلاء , الإنفراد , العزلة  . وأيضاً ُتطلق على الاجتماع المغلق , وتطلق كذلك على مكان الاختلاء .

وأما اصطلاحاً : أن يخلو الرجل بامرأة على وجه لا يمنع من الوطء.

 إما ما  يمنع من الوطء  من جهة العقل  أو العرف ( العادة), كحضور شخص ثالث , ولو كان شخصاً صغيراً مميزاً, وإما يمنع من الوطء من جهة الشرع كالمسجد أو الحيض أو الصوم أو من جهة كونهما أو أحدهما في فريضة أو من جهة كونهما أو أحدهما محرماً . 

فهل التعبير بالخلوة هو الخوف من الوطء للأجنبية فقط , فلهذا حرّم بعض الفقهاء الخلوة لأنها مقدمة متاخمة للحرام, أو أن أي استمتاع بين الأجنبيين داخل في حكم الخلوة  وبما أنها مقدمة  للحرم فهي حرام ؟

تعرّض بعض الفقهاء لمسألة الاستمتاعات وأجمل بعضهم بحرمة الخلوة مطلقاً  وبعضهم أجمل بالكراهة مطلقاً .



§                 من مظاهر الخلوة ومصاديقها  :



1-        قد تحصل الخلوة بين الممرضة والطبيب أو الممرضة والممرض في العيادة بإغلاق الباب عليهما وعدم قدرة أحد على الدخول.

2-             قد تحصل  الخلوة بين الممرضة أو الطبيبة والمريض أو الممرض والطبيبة بإغلاق الباب عليهما أو وجود ساتر أو حاجز يسترهما عن الآخرين .

3-             قد تحصل الخلوة بين زميلين كالطبيب والطبيبة , أو الكادر الطبي من رجل وامرأة كالصيادلة والممرضين والممرضات .

4-        قد تحصل بركوب المرأة في سيارة فيها ستائر وفي شارع غير مزدحم بالسيارات .

5-        وجود الممرضة مع رجل أجنبي بمفردهما في المصعد وتتحقق الخلوة في حال عدم دخول الآخرين عليهما .



فتاوى المراجع في الخلوة ومصاديقها :



§                 السيد الحكيم  :

-         يكره الخلوة بالأجنبية بمعنى بقائهما لوحدهما من دون شخص ثالث معهما في مكان واحد.

-         الظاهر أن الخلوة مكروهة وليست محرمة ، كما أن الظاهر عدم صدقها في المرأة في السيارة مع السائق لوحدها ونحوه إذا كان المكان منكشفاً بزجاج ونحوه ، بحيث يطَّلع عليه الغير.

-         إذا كان هناك شخص ثالث بين المرأة والرجل الأجنبي فلا يعتبر ذلك من الخلوة .



§                 السيد السيستاني :

-              الخلوة عبارة عن إمكان تحقق الحرام منهما مع عدم اطلاع الغير.

-         المراد بخوف الوقوع في الحرام , في تحريم الخلوة بالأجنبية يشمل حتى مثل النظرة المحرمة .

-              قد تتحقق الخلوة المحرمة بجود الرجل مع المرآة الأجنبية في سيارة واحدة لوحدهما  أو مكان واحد لوحدهما والمهم تحقق الضابط وهو عدم الأمن من الوقوع في الحرام .

-         يعتبر من الخلوة المحرمة أن ينفرد الأجنبي بالأجنبية في سيارة سالكة في الشارع العام أو طريقاً مأهولاً  .

§                 السيد الخامنئي :

-              لا تتحقق الخلوة مع الأجنبي  إذا كان الرجل والمرأة في معرض دخول أي شخص عليهما في أي وقت فلا تصدق الخلوة .



§                 السيد صادق الشيرازي :

-              يحرم ـ احتياطاً ـ بقاء الرجل والمرأة الأجنبيين في مكان لا يوجد فيه غيرهما ولا يمكن لغيرهما الدخول فيه أيضاً، سواء كانا مشغولين بذكر اللّه، أم بكلام آخر، وسواء كانا نائمين أم يقظين، ولكن إذا كان ذلك المكان بحيث يمكن دخول غيرهما فيه أو كان معهما صبي مميز، فلا إشكال في ذلك.

-              الخلوة أمر عرفي، وتختلف المواقف، فركوب المرأة في السيارة لوحدها مع سائق غير محرم في الشوارع التي فيها مارة من أفراد أو وسائل نقل، ولم تكن الستائر مسدلة فليس من الخلوة وإلا كان من الخلوة، وعليها مراعاة الموازين الشرعية.



الملامسة بين الطاقم التمريضي وغير المماثل :



-         من المسائل المهمة التي يجب أن تلتفتي إليها أختي المؤمنة أخي المؤمن أنه يحرم أي ملامسة مع غ سواء معير المماثل كالطبيب أو المريض أو السائق أو أي رجل أجنبي أو إمرأة أجنبية .

-         قد يصادف وجود مريض أو مريضة يحتاج إلى فحص أو علاج فهل ذلك مجوز للمس بدنه ؟

يمكن للممرضة أو الممرض أن يضعا قفازاً يحول بين يديهما وجسم غير المماثل في حال الاضطرار للمسه للعلاج كحقنه بالحقنة أو قياس ضغطه أو تضميد جرحه وما شابه .

-                    قد يتعرض الممرض والممرضة أثناء أخذ النبض وقياس ضغط المريض أو المريضة لملامستهما فإذا بلغ الأمر حد الضرورة فلا بأس ، وإلا فلا يجوز لهما الملامسة .













أحكام عامة للعمل الطبي



حكم إذاعة أسرار المريض :

ربما يتداول بعض المشتغلين في السلك الطبي مع زملائهم أو من هم خارج نطاق عملهم الأحاديث حول المرضى وما يخصهم من مرض قد لا يرضون بنقله للآخرين ، فما حكم إذاعة أسرار المريض ؟



§                 السيد الحكيم :  

-         إذا عُدَّ هتكاً للمريض أو عيباً مستوراً فيه فلا يجوز اظهاره إلا بمقدار المساعدة على العلاج ونحوه .  .[8]



§                 السيد الخامنئي :



-         يختلف ذلك باختلاف الموارد. نعم في حال كون هذا العمل يساعد على التوصّل إلى طريقة لمعالجة المريض أو إنقاذ حياة غيره من المرضى، فلا مانع من ذلك بل يجب في بعض الموارد.    [9]





§                 السيد السيستاني :

-         يجوز إخبار الأطباء والممرضين إن كان لإخبارهم دخل في علاجه وإذا طلب أهل المريض رأي الطبيب في سلامة المريض جاز له إخبارهم بحاله .[10]

§                 السيد الشيرازي :

-         الموارد مختلفة والحكم يختلف باختلاف الموارد ، وفي صورة الجواز يراعي أن لا يكون فيه مفسدة .[11]



حكم النظر لعورة المريض المماثل عند تمريضه :



في المريض المماثل أي المرأة بالنسبة للممرضة أو الممرض بالنسبة للرجل لا يجوز لهما النظر إلى عورة المريض المماثل في غير ضرورة أو الحرج الشديد ، بشروط :

1-            أن ينحصر العلاج بالنظر ، فلا يصح عندئذ ٍ اللمس.

2-            أن ينحصر العلاج باللمس فلا يصح النظر عندئذ ٍ .

3-                   أنه يمكنه العلاج بالنظرة الواحدة فلا يجوز التكرار.

4-                   أنه يمكنه العلاج باللمس لمرة واحدة فلا يجوز التكرار.

5-                   أنه يمكنه اللمس من وراء ثياب فلا يجوز اللمس المباشر.

6-                   أنه يمكنه الفحص من خلال المرآة فلا يجوز النظر المباشر.

7-            أنه يمكنه الفحص من قبل الطبيب الواحد فلا يجوز نظر غيره من الأطباء أو الممرضين والممرضات .

8-                   أنه يمكنه الفحص من قبل الطبيب أو الممرض المماثل فلا يجوز لمس غيره من أطباء أو الطاقم الطبي.  



حكم المبادرة بتطبيب المريض :



إن الوظيفة الأساسية التي تم الاتفاق بين الطبي من قبل أصحاب المطب أو وزارة الصحة هو تطبيب المريض وعدم إهمال ذلك بأي عنوان كالراحة أو تناول الطعام ، أو الانشغال بالهاتف الجوال أو بالحديث فهل يصح منهما أن يقدّما ذلك على تطبيب المريض ؟

الجواب المتفق عليه بين الفقهاء :

ينبغي للمسلم أن يعمل بحسب الاتفاق المبرم بينه وبين الجهة التي يعمل لها .







حكم الحصول على إجازة مرضية غير حقيقية :

قد يصادف أن يصاب أحد المنتسبين للطاقم الطبي بظرف كالتعب البدني دون مرض ، أو يكون مرهقاً أو لديه أي ارتباط في وقت العمل الرسمي ولكن مسؤوله لا يسمح له بالخروج ، أو لا يعطيه إجازة اضطرارية فيلجئ لأخذ إجازة مرضية من الإسعاف أو أحد الأطباء ولكنها ليست لمرض ألّم به أو بها فهل يجوز الغياب أو الاستئذان بناْءً على هذه الإجازة غير الواقعية ؟

§                 السيد السيستاني :

-             لا يجوز ولا يستحق الأجرة في فترة الغياب.[12]

§                 السيد الخامنئي :



-             لا يجوز ذلك إذا كان كذباً أو كان على خلاف المقررات الخاصة المتبعة في الشركة [13]، ولا تملك الأجرة مقابلها .[14]

§                 السيد الحكيم :

-       لا يجوز الكذب .[15]



مسك الختام :

في الختام وصية المراجع بأن تحافظ المرأة على حجابها وعفافها وعدم التهاون فيه بأي عنوان أو سبب  ، فالعفاف مقدّم على العمل والزينة وكل الأمور ، وأن يحافظ الشاب على طهارة جوارحه من سمعه وبصره وباقي أعضاءه من كل أمر حرام أو قبيح .



من توجيهات المرجع السيد السيستاني دام ظله :

 للممرضة :

عن أئمة أهل البيت (ع) أن المرأة إذا تطيبت أو تزينت لغير زوجها فهي ملعونة حتى ترجع إلى بيتها وإن فعلت كان حقا على الله أن يحرقها بالنار. وغير ذلك من الأخبار الناهية عن إشاعة الفساد والفتنة بين الرجال والنساء وضرورة تجنب الإثارة والشهوة ولزوم التعفف على المؤمنين والمؤمنات لما في ذلك من إضرار على المرأة والرجل وعلى المجتمع بصورة عامة.



للممرض :

إن ما بدأ ينتشر في كثير من المجتمعات الإسلامية من اختلاط الجنسين وإقامة العلاقات بينهم على خلاف الموازين الشرعية أمر يدعو للأسف الشديد وإني انصح إخواني وأخواتي المؤمنات برعاية ما حددته الشريعة المقدسة في هذا المجال كما أدعو العلماء والإعلام والخطباء الكرام وسائر المؤمنين بالقيام فيما هو وظيفتهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



من توجيهات المرجع السيد الخامنئي دام ظله :

للممرض والممرضة :

التمريض مهنة عزيزة وقيّمة، وهذه حقيقة لا يراد منها مجاملة الممرضين والممرضات، فإنه عندما يكون عمل ما عظيماً وعزيزاً يبقى جانبان مسؤولَيْن تجاهه:

أحدهما الناس:  فعليهم أن يحسبوا هذا العمل وصاحب هذا العمل عزيزاً.

 والآخر من يقوم بهذا العمل:  يجب عليه أن يُكرم عمله ويعزّه، إنني أقول للممرضين والممرضات الأعزاء إنكم نلتم التوفيق وتقبّلتم هذا العمل العظيم وتؤدّون هذه الخدمة القيّمة، فأكرموها، فلا يُخدش -لا سمح اللّه- هذا العمل العظيم بقصور أو تقصير أو عمل غير مناسب، فإنّه كلّما أديتم هذه الخدمة بصورة أفضل أصبحت حياة الناس -بمقدار ما يرتبط بهذا العمل- أفضل وكان الأجر والثواب أعظم، والحمد للّه فإن ما سمعناه ورأيناه من المرضى والممرضين إلى اليوم هو الخدمة والعمل الدؤوب.

أسأل اللّه أن يمّن عليكم بالأجر والثواب، وتكون هذه الخدمة مباركة عليكم ومؤثرة في حياة الناس إن شاء اللّه.



من توجيهات المرجع السيد صادق الشيرازي دام ظله :

للممرضة :

في الحديث الشريف: أن النبي صلى الله عليه وآله طرح يوماً على أصحابه سؤالاً يقول: «أيّ شيء خير للمرأة؟» فلم يستطع الحاضرون الإجابة عليه إجابة صحيحة، فأوصل أحد الحاضرين السؤال إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وأراد الجواب منها، فقالت عليها السلام: «ما من شيء خير للمرأة من أن لا ترى رجلاً ولا يراها» فلما أبلغوا جوابها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فداها أبوها. نعم، هو كذلك.

والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أسوة لنا وقدوة وبها نرجو الشفاعة عند الله دنيا وآخرة، فلا بد لنا ولنسائنا المؤمنات الاقتداء بها في كل شيء وخاصة في الحجاب والعفاف، مضافاً إلى أنه لو صدق عليه أنه من الخلوة بالأجنبي، كان حراماً.



للممرض :





ننصحهم أوّلاً بتقوية إيمانهم بالله تعالى واعتقادهم بالرسول الأعظم وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم والتزامهم بثقافة القرآن الحكيم، وثانياً: بإتيان الواجبات، وترك المحرّمات، والتأدّب بالأخلاق والآداب الإسلامية من: خدمة الناس وإكرامهم خالصاً لله تعالى، وخاصّة الوالدين والأهل والأقرباء.

ورد في الحديث الشريف عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه: «ليس منّا من لم يحاسب نفسه كل يوم، فإن عمل خيراً حمد الله واستزاده، وإن عمل شراً استغفر الله» (رسائل الشهيد الثاني، ص151).





من توجيهات المرجع السيد الحكيم دام ظله :



للممرضة :

الاختلاط بين الجنسين يسبِّب كثيراً من المحرمات ، فاللازم الحذر واجتناب كل ما يثير الغرائز ، وإلا تعرَّض الإنسان إلى كثير من المحرمات وعرَّض نفسه للمهالك ، وخاصة بالنسبة إلى المرأة ، فإن عفتها وحجابها الذي يصونها مما يشينها ويحفظ كرامتها ، لذا كان عليها أن تكون على حذر شديد ، خاصة في هذا الظرف الذي قلَّ فيه من يحافظ على المُثُل والقيم .



للممرض :

 آملين من شبابنا الأعزاء التزام الضوابط الشرعية والأخلاقية في سلوكهم ، والابتعاد عما لا يليق بهم ، والانشغال بما ينفعهم .





بطاقة تعريفية  :



·      للكاتب مجموعة من الكتب التي تعنى بالجانب الفقهي المطبوعة والجاهزة مثل :

1-   فقه الخطوبة .

2-   فقه الأعراس . طبع عدة مرات

3-   فقه الاستهلال .مطبوع

4-   فقه الطب .

5-   شذرات من فقه التمريض . طبع عدة مرات

·         وله كتب تعنى بالجانب التاريخي منها :



1-              العلامة الشيخ علي المرهون هدي العلماء وسكينة العابدين . مطبوع

2-              العلامة الشيخ عبدالله بن معتوق سيرته ومسيرته .

3-              شهيد أردهال .

4-              أم هاني مثال المرأة الواعية .

5-              جعدة بن هبيرة وبنوه .

6-              الأشج العبدي رائد قومه للإسلام .









·         وله كتب تعنى بالجانب العبادي والأخلاقي منها :



1-              أعمال ليلة القدر معراج الروح وساحة التغيير . طبع عدة مرات

2-              من أسرار الحج والعمرة . طبع عدة مرات

3-              أعمال الرغائب أول خميس من شهر رجب . طبع عدة مرات



·         وله في الجانب الأسري :



تغريدة حب ...خطوات عملية لخطوبة ناجحة .مطبوع



·         وله في علم الرجال :

محمد بن سنان في ميزان الرجال





[1] - موقع السيد السيستاني – قائمة الاستفتاءات .
[2] - موقع السيد الخامنئي – قائمة الاستفتاءات .
[3] - موقع السيد الشيرازي – قائمة الاستفتاءات .
[4] - فقه العلاقات الاجتماعية – السيد الحكيم – ص 60  .
[5] - موقع السيد الحكيم – قائمة الاستفتاءات .
[6] - موقع السيد الخامنئي – قائمة الاستفتاءات .

[7] - موقع السيد الشيرازي – قائمة الاستفتاءات .
[8] - استفتاء خطي من المؤلف .
[9] - موقع السيد الخامنئي – الاستفتاءات الجديدة – مسائل متفرقة في الطبابة .
[10] - استفتاء خطي من المؤلف .
[11] - استفتاء خطي من المؤلف .

[12] -موقع السيد السيستاني -  الاستفتاءات : العمل في الدوائر .

[13] -ورد في نفس السؤال أنه يعمل في شركة حكومية ولا خصوصية لها بل مطلق العمل في أي وظيفة  أهلية أو حكومية .
[14] - الاستفتاءات الشائعة والاستفتاءات الجديدة  بموقع السيد الخامنئي  .
[15] - استفتاء خطي من المؤلف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق