البحوث

  • المجتمع

السبت، 4 نوفمبر 2017

بيع الدين مظاهره وآثاره

☀ بيع الدين مظاهره وآثاره ☀

ملخص كلمة الجمعة 13 صفر 1439 لسماحة الشيخ حسام آل سلاط بحسينية الإمام الصادق عليه السلام بالمجيدية

حيث افتتح الكلمة بقول الله تعالى :   ( ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا ...وتكتمون الحق وأنتم تعلمون )

🔹 الدين محور الحياة :

الدين قوام حركة الإنسان ،  فالدين يرتكز على ثلاث ركائز . ١- عقيدة
٢- شريعة
٣- آداب تترجم العقيدة والشريعة .
متى مافكك الإنسان بين العقيدة والشريعة كانت شخصية الإنسان مشوهة شخصية متدين بها ازدواجية .
إن الإنفكاك بين العقيدة والشريعة يعطي المجال للمتصيدين في الماء العكر ،  بل قد يكون هذا الإنسان قاطعا لطريق وصول الناس لله تعالى فيبتعد الناس عن الدين بسب ذلك الإنفكاك المتقدم ذكره .
🔹الآداب ترجمة عملية للعقيدة :

بعض الاشخاص يلتزم بالعقيدة والشريعة وينسى الآداب أو لا يهتم بها وهذا له الأثر السيء جدا على صورة المتدين وتنساق الصورة للدين نفسه ، ومن مظاهرها أن من التراحم أن تصبر الإنسان  على من أقرضه حتى يفي بدينه وليس من الرحمة في شيء أن تتقاضى بالمحاكم من أول مرة طلبت دينك ولم يوفه المدين لسبب حقيقي كأزمة يمر بها .
فهذا محمد بن عمير من كبار أصحاب أهل البيت ع سجن وطلب منه أن يعترف بأسماء أصحاب الإمام عليه السلام ، فقال :
لو كانوا تحت قدمي لما رفعتها ، لا أعرف غير محمد بن عمير .

خسر ابن عمير كل شيء فقد خسر تجارته وله دين عند بعض الأشخاص فأراد المدين بيع بيته ليفي لمحمد ابن عمير بدينه ولكن محمد رفض ؛ وقال لايباع البيت في أداء الدين .

رحم الله ابن عمير كان ينظر لجوهر الدين وليس لظاهره فقط وهذا هو المطلوب .

لم يفكك بين العقيدة والشريعة وسلوكه مع الأخرين فلو كان غيره لما بالى ببيع البيت ليفي المدين بدينه .
🔹 تعاملنا بالرحمة أم بحس المسؤولية الإيمانية ؟

قد نختلف في فهم الدين وتطبيقه ، فالبعض يرى الأولوية للدفاع عن الدين بطباعة الكتب ونشرها  والأخر بالمحاضرات وثالث بالتأثير على المجتمع وبناء مجتمع يرتكز على الدين كتطبيق وإخراجه من بعده النظري.

ولكن لو أختلفنا في الأولويات هل من الدين أن يهتك بعضنا بعضا ؟!
ينبغي أن يعذر بعضنا بعضا خصوصا أن المتشرع يريد إبراء ذمته أمام ربه تعالى .

🔹هل الدين موضع للبيع والشراء ؟

حقيقة الدين هو عدم التنازل عن المبداء ؛ البعض من الناس يشرون دينهم و يبيعونه .

هناك معاني للبيع والشراء للدين وآيات الله تعالى :
💡المعنى الأول : الثمن الآيات ( الدين ) والمشترى الدنيا وهو المثمن .
هل يباع الدين بأي ثمن ولو كان ثمنا كبيرا ؟!  .
كأن الله في الأية الكريمة أراد التعريض باهل الكتب الذين جعلوا الدين للبيع والشراء بما يحقق مأربهم ،  فالصحيح هو بيع النفس لإبتغاء مرضات الله وليس بيع الدين لتحقيق دنيا هزيلة .
💡المعنى الثاني لماذا دخلت الباء على كلمة الآيات ؟
نستفيد إن الشراء معناه البيع أي ان الآيات هي المشترات منهم.
فتقول اشتريت كذا بكذا.. .

💡المعنى الثالث :
أن الشراء هنا معنى مجازي أي التخلي عن القيم الدينية لأن أغراض دنيوية.

♦والسؤال الكبير هل ترويج الدين يحتاج للمال ؟
الدين لا يحتاج للمال لكن الوسيلة التي يروج بها الدين تحتاج للمال .

سؤال مهم هل الدين في موضع بيع وشراء ؟
هل المبلغون للدين من الخطباء والمرشدون يتاجرون بالدين ؟ ؟

فعندما يقرؤن المجالس الحسينية هل ينبغي ان تكون مجانا لدفع شبهة عدم المتاجرة ؟
يشيع البعض شبهة وهي بأن أهل العلم والخطباء يبيعون الناس كلاما فيجب عدم الإلتفات إليهم والأخذ عنهم فهم يبيعون بمقابل   .

🔸الجواب على الاشكالية عالجت دورية ( نصوص معاصرة ) هذه الإشكالية بالتفصيل في أحد أعدادها  ،  إن هذا الإشكال إشكال من يريد الإعراض عن الدين والتعريض بالدين ودعاته بصورة مبطنة .

  ونقول هل طبع الكتب يحتاج للمال أم لا ؟ هل المجالس التي يجلس فيها المستمعين للخطيب تحتاج لمال لبنائها أم تعطى مجانا ؟!
هل لاقط الصوت والمكيف مجانا أم يحتاج للمال وكذلك التحضير والتفرغ هل هو بدون ثمن ؟ . إن مايقدم على المنبر مثلا من فكر محمد وأل محمد لايقاس بمال الدنيا ،  نعم المبالغة في المال المعطى لايتساوق مع جوهر الدين . لكن لو اتفق الطرفان الخطيب وصاحب المأتم على مبلغ فهل في ذلك ضير ؟! .
البعض يشكل على من يطعم الطعام على حب أهل البيت عليهم السلام ويقول لو جعل المال الذي يدفع للإطعام  لتعبيد الطرق وبناء المدارس وغيرها.... ونحن نقول :  تلك الخدمات تعبيد الطرق بناء المدارس والمستشفيات ....الخ مسؤولية الدول وليس المواطن وهي من حقوق الناس .
ونحن مع تنظيم وتقنين الإطعام وعدم الإسراف وليس إلغائه بحجة وقوع الإسراف وللسيد السيستاني دامت بركاته رأي في ذلك وفتاوى .

وتطرح فكرة جيدة  وهي أنه يستطيع المؤمن أن يتصدق بمبلغ من المال للفقراء ويهدي ثوابه للحسين عليه السلام في أيام عزاءه وغيره  .
🔹منارة الأربعين شامخة:

لقد أصبحت الأربعين منارة للإرتباط والشوق بمحمد وآل محمد عليهم السلام ، لقد حاول التكفيريون الدواعش العبث بأمن المسلمين ولكنهم جوبهوا بشعار حسيني خالد من أيام المتوكل الذي قتل الزائرين وقطع أيديهم وأرجلهم  فارتفع شعار ( لوقطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين ) .

إن تطبيق هذه العبارة هو الحب والولاء . فزيارة الحسين عليه السلام كانت على خوف وكل زمان له ظروفه ، لكن يجب عدم تجاوز رأي الفقهاء في كل القضايا ومنها قضية الشعائر الدينية كالزيارة وسواها .

♦محمد بن أبي بكر  :

هذه الأيام هي أيام وفاة محمد ابن أبي بكر .
  كانت ولادته سنة ١٠ للهجرة سنة حجة الوداع ، فأمه أسماء بنت عميس ،  دخل بيت علي  عليه السلام وعمره ٣ سنوات فكان ربيب علي وتلميذه .

إذ لما لم يسعفه عمره لنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله لصغر سنه كان ناصرا لعلي عليه السلام  . فقد كان ثابت القدم ولم تزاحمه العلاقات النسبية أو العلاقات الإجتماعية فقد كان ساترا لعرض رسول الله في فتنة الجمل ؛ وكان ثقة علي عليه السلام حيث ولاه مصر لحنكته وإدارته الحسنة .

لكن الحزب الشامي لم يرد نجاح حكم علي عليع السلام لمصر لذا غزيت مصر وكانت مواجهة حامية ثبت فيها محمد بن أبي بكر فوقع في أيدي القوم ولكنه لم يتبرىء من علي عليه السلام  فهدده أحد اتباع أهل الشام واسمه معاوية ابن خديج ( أدخلك في حمار وأحرقك ) فتبسم محمد ابن أبي بكر معرفة من أنه لن يتخلى عن عقيدته مهما كان الترهيب والترغيب وهذا هو الأختبار الذي لا ينجح فيه كل أحد .

لما وصل خبر قتل ابن أبي بكر وحرقه بكاه علي عليه السلام وحزن عليه حزنا عظيما وبقي منارة ولاء وعشق للنبي وآله الطاهرين في مصر الكنانة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق