البحوث

  • المجتمع

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

ما موقعنا من بيعة الغدير ؟

ينساب رقراقا مخترقا التاريخ ساحرا منظره مبهجا مخبره طيبا عبقه عذبا مذاقه ..هكذا يمتد غدير خم معلنا أنه الحدث الذي لا ينقضي لأنه لم يعش ليموت بل أحيى وأبهج لأنه جاء مؤذنا ب[ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ] لذا من أكمل وأتم لا يمكن له أن يموت أبدا . عمق الغدير هو الحياة والكمال ويأس أهل الزيغ من موت هذا الدين الذي أحياه الله بأمر هام بنص الآية الشريفة .
 تواترت كلمات علماء المسلمين على وقوع حادثة الغدير وناقش آخرون مدلولها ، فحادثة بهذه الأهمية

 🔹️ لموقعها : بعد حج عام هو حجة الوداع التي توفي النبي صلى الله عليه وآله بعدها .
 🔹️وللقوة البشرية الشاهدة : حيث أوصلت بعض الروايات عدد الحضور ممن حج مع النبي وشهد واقعة الغدير مئة ألف مسلم .
 🔹️ولوقتها : بعد المنصرف من الحج واستجماع النبي للمتقدمين المتأخرين في صعيد واحد هو غدير خم .
 🔹️ولزمانها : بعد خمس ساعات من طلوع الشمس حيث الشمس لاهبة وألسنتها التي ترمي بشررها على الأرض والرؤوس ، ولهيب رمال لا ترحم رقة الجلود .
 🔹️ولحدثها الأكبر : إخبار النبي صلى الله عليه وآله للأمة أنه ( أوشك أن أدعى وأجيب ) فلابد من أن يكون الحدث متناسبا وعظمة الحدث وهو توديعه للأمة .
 🔹️ليطلعها على الأمر الرباني غير المسبوق [ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ] فالتخلف عن التبليغ يقضي بنسف كل الجهود والآلام لأجل الرسالة الممتدة لثلاثة وعشرين سنة وكأنهما أدى الأمانة ولا قام بالرسالة .
 🔹️ إيقاف المسلمين لأداء هذه المهمة المتممة للرسالة بل هي من جوهر الرسالة بدلالة ذيل الآية لأن هنالك منكرون لهذا الأمر [والله لا يهدي القوم الكافرين]
 🔹️هل الإيقاف للمسلمين عند انصرافهم مستعجلين للقفول لأهليهم في هجير الشمس وفي وسط لهيب الرمال الحارقة يتناسب والقول بأنه لإخبار المسلمين بحب النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام وهو الذي صدح مدة ثلاثة وعشرين سنة من أول يوم في الجهر بالدعوة يوم الإنذار بأن عليا ( أخي ووصي ووارثي وخليفتي من بعدي ) والمواقف الأخرى شاهدة ويكفي مطالعة كتاب الخصائص للنسائي لمعرفة بعضا من مقامات سيد الوصيين عليه السلام، فالمقام مقام مختلف يكشفه ( بخ بخ لك يا علي .. أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة )

 🔹️مسؤوليتنا تجاه الغدير :
 إنه عهد الله المعهود الذي لا يختص بزمان ، لهذا فالغدير لا يحده زمان الواقعة المحدود بزمن وجود البدن العنصري لرسول الله(ص) بل يمتد بامتداد الإسلام ورسالته الخالدة ، فالولاية لولي الله ومبايعته بأمر الله تعالى ورسوله وطاعته طاعة لله ورسوله . فبالغدير يجدد المؤمنون كل عام العهد والميثاق مع إمامهم عليه السلام أمام نبيهم صلى الله عليه وآله وهو رافع يد وصيه وخليفته بالسير على نهجه والتمسك بتعاليمه الشريفة في كافة الأحوال والأوضاع فالتمسك بنهج علي(ع) تمسك بنهج الرسول (ص) : ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ) جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بمنهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين.

 أقل الطلبة / حسام آل سلاط عيد الغدير الأغر 1440  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق