✒️ السيد حسين شرف |ميثم حسن
🔅 *اشراقة :
عندما تطالعك كلماته ..
عندما تقف على باب أبحاثه ومحاضراته ..فإنك مدعو لتسلق قمة المعنى ..
هنالك تجده مهندساً للكلمة .. تجده سماحة الحسام ، كعادته يجمع الخيوط المتناثرة نسيجاً موحداً يعالج به مواضيع البحث يرسم بها منهجاً يتحرك من خلاله إلى العقول والقلوب مخاطباً إياها تعالوا أحدّثكم عن الدين المحمدي الأصيل ..
عن الأطروحة التي لا تنفصل فيها الحياة عن العقيدة ولا الوجه الاجتماعي عن المحتوى الروحي .
*ف[النفاق نسخة محدثة]* محاضرة ألقاها سماحة الشيخ في اليوم السادس من المحرم 1444
ومن خلال المنهج الموضوعي الذي يبدو جلياً في مفاصل بحث الشيخ والذي خوّله باستنطاق أكثر من 21 آيه قرآنية و11 رواية عن النبي والعترة الطاهرة (ع) ليكشف عن كلمة الإسلام ونظرياته حول مشكلة النفاق ونسخته المحدثة ..
ومن خلال التجربة البشرية وما أفرزتها انطلق الشيخ بعد توصيف موجز لهذا المرض الخطير في مقدمته الاستلهامية مستنطقاً تاريخيات وتجليات معاصرة ثم توجّه إلى مجموعة من الحلول التي طرحها الفكر الإنساني ونقاط الفراغ فيها.
من ضمن تلك التجليات الإعلام الأصيل ودوره ، هذه إحدى جماليات الورقة النقدية وإحدى صفحاتها البديعة .
ونفتح صفحةً أخرى تناولت موضوعاً مهماً مقلقاً عالجه سماحة الشيخ وهو *[تربية الأبناءفي ظل المغريات]* ، وكانت محطة ثرية حضرت فيها الروح الرسالية المسؤولة فكان للفكر والنقاش مع الناقد اشراقات توافق واختلاف أحمت الجلسة وزادتها جمالاً معرفياً وزاداً فكرياً واجتماعياً .
وأما ماسلو في هرمه المقلوب فقد حضر هرمه مع أحد النقّاد بجزء موسعٍ من ورقته النقدية حول بحث *[ توكيد الذات في المنهج الحسيني]* وأشار لأهمية البحث وضرورته ، مؤكداً على الحاجة الاجتماعية لهذا البحث وتوظيفه بصوره العملية ، وكون المعالجات العملية هي عامل التحريك والتحفيز .
🔅 *مائدة معرفية مستنيرة :
هكذا هي القراءة النقدية لمنبر الشيخ حسام آل سلاط لعاشوراء الحسين (ع) لهذا العام ، تنطلق من تعاضد المثقف مع العالم الديني لتقديم رؤية رصينة تستشرف الحاجات المعرفية وتستخرج الدرر الفكرية لتكون الإطلالة المنبرية ناهضة بالمجتمع في مساراته الحضارية المنظورة .
🔅 *لقاء اشتياق وتعاون :
حيث دارت الجلسة النقدية السنوية لمحاضرات سماحة الشيخ صبيحة يوم السبت الحادي عشر من ربيع الأول 1444 هـ، بحضور نخبة من الاستشاريين والمثقفين والأخصائيين من القطيف ومن مملكة البحرين.
واستعرض النقاد في ثلاث ساعات متواصلة مفعمة بالحيوية والانشراح أهم نقاط القوة ، وأبرز نقاط التحسين للتطوير والارتقاء بالخطاب الديني المنبري العاشورائي لمحاضرات سماحة الشيخ.
🔅 *ركائز النجاح :
وارتكز النقد على المحاور المهمة كعنواين المحاضرات وجاذبيتها وأهميتها ومناسبتها وارتباطها بالموضوع، وهيكلة الموضوع وتسلسله، ومتانة المادة العلمية ورصانتها، والعَبرة والعِبرة العاشورائية الحسينية وروحيتها.
واستخلص النقّاد عدداً من نقاط القوة للارتقاء بها وتأصيلها أسلوباً وفكرةً، ومنها :
- المقدمة الجميلة في عباراتها وطرحها في كل ليلة للدخول للبحث ،وهي إطلالته على عنوان البحث ثم الانطلاقة من المقدمة الاستلهامية وذكر المحورين ، وهذه المنهجية كان لها الأثر في ترتيب أفكار المستمع وتجعل من سماحته متسلسلاً في الطرح متناغماً معه مستمعه بهدوء .
- في المحورين قد يكون للمحور الأول غلبة على المحور الثاني في بعض الليالي وهذا عائد لاختلاف أهمية المحور وتفاوت المناسبات حيث يكون لليالي ذات الغزارة المصائبية نصيب من البحث .
- منهج الاستثارات العقلية المبني على التساؤلات المنطقية التي قد ترد على ذهن المستمعين الحاضرين أو المتابعين عبر البث المباشر.
- الإشادة بغزارة الشواهد القرآنية والحديثية في المحاضرات وربطها بالسلوك الحياتي للفرد والمجتمع.
- التعضيد بالأمثلة الحياتية من الواقع المعاش.
🔅 *بحوث استقصائية :
وكعادته متألقاً في تنوّع مواضيعه وطرحه المتميز مع غزارة الأفكار حيث تعددت المعلومات والمصطلحات والاستشهادات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومن سير الأئمة الطاهرين ..إذ قدّم فضيلته الجديد وما يلامس الحاجات المجتمعية للمجتمعات المسلمة ومجتمعاتنا .. بناءً على استبيان تم نشره.. لمعرفة المواضيع المهمة والملحة .. وتم تقييمه من قبل سماحة الشيخ وبعض المختصين والمهتمين بالمنبر الحسيني.. واستغرقت محاضرات سماحة الشيخ حدود الساعة وقد تقل بعشر دقائق طوال الليالي.. أعني بها 13 ليلة.. 🔅 *تنوّع مدروس :
وناقشت الساعات الثلاث لثمان بحوث متنوعة أهم ما كان له الأثر في خطاب سماحة الشيخ العاشورائي على المجتمع من المواضيع المطروحة وتنوعها بين القيمية والعقائدية والتربوية والاجتماعية والحياتية والتاريخية، ومعالجة بعض الشبهات الطارئة، والإشارات في أغلب الأحيان إلى المصادر الهامة التي استند إليها سماحته في البحث.
🔅 *الروح الشفيفة :
ولفتت الاستشارات النقدية إلى الجانب الروحي واستدرار الدمعة الولائية من خلال مناسبة أبيات المقدمة، والانتقال من صلب الموضوع إلى المصيبة وأبيات الخاتمة وأدائها بالأطوار الحسينية المعهودة، والاكتفاء بالمسلّم به من المصيبة.
🔅 *تطوير منظور :
وقدمت الأوراق النقدية عدة توصيات تطويرية حصيفة للارتقاء بالخطاب المنبري للموسم القادم، منها :
- الملاحظ أن سماحة الشيخ حسام في أطروحات هذا العام قد تقيّد بمحورين في كل محاضرة لتغطية البحث خلافاً للأعوام السابقة حيث كانت ثلاثة محاور.
- تقنين مخاطبة الجمهور بما يتناسب مع المقام .
- الاعتناء بفئة النشء وتغذيتهم بالمعلومات الأولية البسيط في جميع المجالات عامة، وفي الجانبين التاريخي والعقائدي خاصة .
- عدم الاقتصار على تطعيم الموضوعات بالقصص الروائية والامتداد إلى القصص التاريخية والمعاصرة وقصص العبرة لما لها من تأثير على المستمع، وخلق أجواء متنوعة في البحث.
واستخلص بعض النقاد إلى زيادة السيطرة على مفاصل البحث وربط عناصرها ربطاً محكماً باستطرادات قليلة بمخاطبة المستمعين مباشرة بما يعزز المقام.
يذكر أن مجالس سماحة الشيخ تتنوع فئات مستمعيه وتبرز فئة الشباب من محبي الثقافة والمعرفة ، حيث أن لفضيلته جمهور في أماكن مختلفة، ولذلك يأتي طرحه لمثل هذه البحوث ومعالجتها متناسباً لما يحتاجه المجتمع والواقع .
🔅 *ختم مهدوي :
وكما يختم ويفتتح فضيلته بحوثه بالإمام المهدي (ع) مذكّراً به ومستحضراً لإشراقته الطاهرة على النفوس حيث هو الوعد الإلهي الصادق نختم بالدعاء للإمام القائم أرحنا فداه راجين رضاه والتسديد لسماحة الشيخ وأرباب المنبر المعرفي الحسيني وعاشقي الإمام الحسين (ع) جميعاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق