البحوث

  • المجتمع

الجمعة، 27 يونيو 2025

ابن شبيب صاحب لوعة المحرم

🏴 يا ابن شبيب 🏴

 اسم يتردد دوماً في أول ليلة ٍ ويومٍ من محرم الحرام. 


وارتبط اسمه بالدمعة الحارة على الحسين (ع) لأن الرواية الرضوية كانت زيارةً من ابن شبيب للرضا (ع) في أول يومٍ من محرمٍ فابتدء الإمام الرضا (ع) بطرح السؤال على الريّان بن شبيب هل هو صائم في ذلك اليوم.... 


فمن هو ابن شبيب ؟

تعريفه : 

الرَّيَّان بن شَبِيب، أحد رواة الشيعة ومن أصحاب الإمام الرضا(ع) والإمام الجواد(ع). نقل ابن شبيب حديثاً عن الإمام الرضاعليه السلام حول شهر محرم الحرام، وواقعة كربلاء وثواب البكاء على الإمام الحسين عليه السلام والعزاء عليه.


وقد اشتهر هذا الحديث بـحديث الرَّيَّان بن شَبيب، ونصُّ الحديث كالتالي: في عيون أخبار الرضا (ع)، وأمالي الصدوق: ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال:


دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال لي: يا ابن شبيب أصائم أنت؟


فقلت: لا فقال: إن هذا اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل فقال: " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء " فاستجاب الله له، وأمر الملائكة فنادت زكريا " وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى "


فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام.


▫️ثم قال: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقلة فلا غفر الله لهم ذلك أبدا ".


▫️يا ابن شبيب إن كنت باكيا " لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين.


▫️يا ابن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليه السلام أنه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما " وترابا " أحمر.


▫️يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا " كان أو كبيرا " قليلا " كان أو كثيرا ".

يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.


▫️يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام.


▫️يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا " عظيما ".


▫️يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا " تولى حجرا " لحشره الله معه يوم القيامة . ( عيون الأخبار ج 1 ص 299 وأمالي الصدوق ص 129. )


🔅 فمن هو الريّان بن شبيب ؟


ذكره النجاشي، بأنَّ ابن شبيب خال المعتصم أحد خلفاء بني العباس، حيث كانت أخت ابن شبيب ماردة من جواري هارون وهي والدة المعتصم.


 وقال المسعودي في كتابه إثبات الوصية أنَّ ابن شبيب هو خال المأمون لا المعتصم.


🔸سكن ابن شبيب في مدينة قم، ونقلوا القُمِّيُّون عنه روايات متعددة. ونقل ريان بن شبيب عدة روايات عن الإمام الرضا(ع)، وقد جمع مسائل الصباح بن نصر الهندي وهي مسائل كثيرة سألها الإمام الرضا عليه السلام.


وقد نقل الرواية عن ابن شبيب إبراهيم بن هاشم القمي والد علي بن إبراهيم القمي صاحب كتاب تفسير القمي.


وروى ابن شبيب الأحاديث عن يونس بن عبدالرحمن.


🔸وبحسب ما ذكره الكِشِّي، كان لرَّيَّان بن شبيب ولدا، وطُلب من الإمام الرضا عليه السلام أن يدعوا للرَّيَّان وولده، فدعا الإمام للرَّيَّان نفسه ثلاث مرات، لكن رفض أن يدعوا لولده في كل مرة من هذه المرات الثلاث لأن ولده لم يكن من أهل الإيمان. ونص الرواية ذكره ابن داود فيمن لم يرو عنهم (ع) واعترض عليه بأنه قد روى عنهم ومر في خيران الخادم أن الريان بن شبيب قال له: إن وصلت إلى أبي جعفر - الجواد- (ع) فقل له : مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده فدعا له ولم يدع لولده.


🔹وله قصة مؤثرة مع الإمام الرضا (ع) أيضاً حيث يرويها القمي عن الريّان نفسه فعن علي بن إبراهيم بن هاشم، قال:


 حدثني الريان ابن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا عليه السلام وقلت في نفسي: إذا ودعته سألته قميصا " من ثياب جسده الشريف، لأكفن فيه، ودراهم من ماله الحلال الطيب، لأصوغ لبناتي منها خواتيم.

فلما ودعته شغلني البكاء والأسى على مفارقته عن مساءلته، فلما خرجت من بين يديه صاح بي:


 " يا ريان، ارجع " فرجعت، فقال لي:

" أما تحب أن أدفع إليك قميصا "

 من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك أو ما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ منها لبناتك خواتيم؟ "


فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغم لفراقك.


فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصا، فدفعه إلي، ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم، فدفعها إلي، وكانت ثلاثين درهما .

________

  1.  الشيخ الصدوق، الأمالي، ص192؛ الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص268.
  2.  النجاشي، رجال النجاشي (فهرس أسماء مصنفي الشيعة)، ص165.
  3. النجاشي، رجال النجاشي (فهرس أسماء مصنفي الشيعة)، ص165؛ الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص265.
  4.  المسعودي، إثبات الوصية، ص223.
  5.  النجاشي، رجال النجاشي (فهرس أسماء مصنفي الشيعة)، ص165.
  6. الخوئي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج8، ص217.
  7. الخوئي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج8، ص217.
  8.  الشيخ الطوسي، اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي)، ج1، ص609.
  9. الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي - الصفحة 477. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق