كنا نتحين فرصة للخلود نستظل بين صفحات الكتب ورفوف المعرفة بما لا يقطعها من شواغل فجتاح العالم بلاء ألزمهم بيوتهم وأوجب عليهم غلق أبوابهم ليتفرغوا لما يحبون ، وكانت فرصة لمطالعة بعض الموسوعات والكتب حيث ضرورة مراجعة بعضها للكتابة والتأليف وآخر للمحاضرات وحب المعرفة وأخرى للدعاء والتقرب فكانت وقفة مع
( الصحيفة الصادقية ) في ليالي شهر رمضان ١٤٤١
فتصفحت ما وفقني الله تعالى له فوجدتني غافلا عن هذا الكتاب الذي شرف مكتبتي منذ ١٦ سنة ولكن كان باهرا لما حوى من كنوز ، ورائعا بما ازدان من جهود عظيمة بيد الفقيه الكبير وباعث النهضة العلمية العلامة البحراني أصلا ومدفنا الشيخ أحمد آل طعان طاب ثراه.
مما تمتاز به شخصية الإنسان المؤمن الحقيقي هو اغتنام الفرص والسعي بقدر الوسع لبلوغ أقصى الكمالات الممكنة .
( الصحيفة الصادقية ) في ليالي شهر رمضان ١٤٤١
فتصفحت ما وفقني الله تعالى له فوجدتني غافلا عن هذا الكتاب الذي شرف مكتبتي منذ ١٦ سنة ولكن كان باهرا لما حوى من كنوز ، ورائعا بما ازدان من جهود عظيمة بيد الفقيه الكبير وباعث النهضة العلمية العلامة البحراني أصلا ومدفنا الشيخ أحمد آل طعان طاب ثراه.
مما تمتاز به شخصية الإنسان المؤمن الحقيقي هو اغتنام الفرص والسعي بقدر الوسع لبلوغ أقصى الكمالات الممكنة .
ويترشح على هذه النظرة عدة أمور منها :
●الشعور بالمسؤولية الدائمة .
● تنظيم الوقت لاغتنام لحظات العمر وانجاز الأفضل .
● ترتيب الأولويات وتقديم الأكثر أهمية منها .
● بذل الجهد للوصول للدرجات العليا في العلوم والمهارات .
●المراقبة الدائمة للنفس لتصحيح مسارها وتقويم اعوجاجها .
وهذا ما كان عليه العلامة الشيخ آل طعان رحمه الله وهكذا كانت رحلة الشيخ علي المحسن رضوان الله عليه محفوفة بالمجاهدة وساعية لتحصيل الكمالات ليحكي خطه لنا حكاية أخرى .
وهذا ما كان عليه العلامة الشيخ آل طعان رحمه الله وهكذا كانت رحلة الشيخ علي المحسن رضوان الله عليه محفوفة بالمجاهدة وساعية لتحصيل الكمالات ليحكي خطه لنا حكاية أخرى .
- جمال الروح والعقل :
فجمال روح هذا العالم انعكس فكان إبداعا وتميزا جعل خطه مع ما عليه من مكانة علمية دعاه لبذل أعلى درجاتها فأصبح الفاضل الخطيب الخطاط الكاتب الذي له محبوبية وتقدير بين أهل الإيمان ومبجل في النفوس حتى بعد وفاته .
حيث ترجمه العلامة الشيخ فرج العمران فدراسة الشيخ علي المحسن (بتشديد الشين وهو لقب وليس مهنة كما ذكره العلامة المرهون ) وهو الشيخ علي بن محمد بن مهدي بن الحاج علي المحسن .
فكانت دراسته أولا مع زميله العلامة العلم الشيخ أحمد عطية الكويكبي الذي كان كفيف البصر ، حيث درس على يد العلامة الشيخ رضي المحروس ، وذكر الشيخ سعيد أبوالمكارم في كتابه دراسة الأحياء أن الشيخ علي درس عند أبيه العلامة الشيخ علي حتى هاجر الشيخان الكويكبيان معا للنجف الأشرف ربيع الأول عام ١٣٢٤ وعادا معا من النجف عام ١٣٣٣ .
فرجع ( الشيخ العالم الفاضل الشيخ علي المحسن ... وقد تحصل على مرتبة عالية ومنزلة سامية من العلم والعرفان) .
ومما يدل على فضيلته العلمية سؤاله الهام للعلامة الشيخ حسنعلي البدر فكان الجواب رسالة أسماها البدر ( احقاق الحق و ابطال الباطل ) واثنى على الشيخ المحسن فيها الثناء الجميل .
الكويكبي الخط بعض كمالاته
القابليات متفاوتة ولكنها موجودة والمرء بهمته يطير كما تقول الرواية الشريفة ، لذا الناس يملكون قابليات ولكن تنميتها وتوظيفها هي المائز بين الناس ، فالعالم الفاضل الكويكبي كان لديه هذه المهارة ولن يدفعها حب العلم ونشره وهذا بذاته فضيلة تسمو بالإنسان ، وشاءت القدرة الإلهية أن تحفر يد الشيخ بأنامله البديعة كتابا ضخما متفننا بخطه البديع هو كتاب ( الصحيفة الصادقية ) من تأليف فقيه وقته والعالم الأبرز في قطيف السرور والبركات (الحجة الشيخ أحمد بن طعان ) لتكون نسخة مبيضة مزينة أدعية وأعمال وصلوات وغيرها .
- أهمية الصحيفة قد أطرى على هذا الكتاب الأعلام الذين اطلعوا عليه، ومنهم العلامة الشيخ علي البلادي -
( الصحيفة الصادقية كبيرة جدا، بترتیب عجيب، ونمط غريب، وهو فخر للفرقة الناجية على وضوح فخرهم، ونور على إشراق نورهم)". رياض الأتقياء الورعين .
فالكتاب لم يكتب أحد مثله قبله حيث جمع الأدعية الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام من الكتب المعتبرة بلغ عددها قريب من تسعمائة دعاء متحدثا عن سند الأدعية وفوائد أخرى في الهوامش.
الغريب أن هذا الكتب فقدت نسخته الأصيلة وضاعت وكما ذكر الحاج المؤمن عبدالكريم البلادي في مقدمة ديوان الشيخ محمد صالح آل طعان : ( وقد ضاع الكثير من تراثنا وبالأمس القريب ضاعت النسخة الأولى لكتاب الصحيفة الصادقية، بخط مؤلفها الجد الشيخ أحمد آل طعان ولم نتمكن من العثور عليها حتى الآن، رغم التنويه بين الناس عن ذلك، ولولا وجود نسخة ثانية له كنا نعلم بمكان وجودها، الحكمنا بضياع الكتاب إلى الأبد، وإن لم يكن ضياعا عدميا، ولكنه على الأقل ضياع بالاسم، وقد سلم الله، إذ حقق الكتاب وطبع على النسخة الثانية، التي كانت بخط الشيخ علي المحسن من الكويكب.
حيث فرغ العلامة آل طعان من كتابة الصحيفة يوم ٢٢ من محرم عام ١٣٠٧ وغير معلوم أقبل سفر الشيخ المحسن استنسخها بخطه الجميل أم بعد رجوعه من النجف الأشرف .
أريج السر الصفات الحسنة والملكات الصالحة بعبيرها وأريج سيرتها العاطر تخترق حاجز الزمن لنستنشق منها حالاتها المعنوية مع الله تعالى في سرها وتنعكس كمالات في علانيتها ورعا وتقوى ، كل ذلك يكشف عن كمالات نحتاج أن نتذكرها في عصرنا الذي تختل فيه الكثير من الموازين الشرعية والعقلية منها :
▪︎ التواضع في خدمة دين الله تعالى والمؤمنين حيث كان زميله الشيخ كفيفا فكان معه في القطيف وهاجرا معا وعادا معا وهو ملتزم طوال هذه السنين بإعانة زميله سفرا وحضرا .
وكان مع فضيلته العلمية يصعد المنبر يعظ الناس ويوجههم للارتباط بالله تعالى والانتهال من سيرة الأطهار عليهم السلام .
▪︎ العمل المتناسب وموقعيته :
كان العالم الفاضل يسعى بجهده لإعلاء دين الله ونصرة أوليائه الطاهرين عليهم السلام ، ويتقوى على أمر العيال حيث كما يذكر العلامة العمران ( قد عرف بجودة الخط وحسن الكتابة والنقش ما ميزه عن غيره) وهذا جعله محط تقدير وإعجاب فكان يخط بقلمه الجميل الكتب حتى خط كتاب ( الصحيفة الصادقية ) لتكون هي النسخة التي عليها المعتمد في طباعته لتصبح نافذة تخليد لهذه الشخصية الورعة اسما وفعلا جميلا .
▪︎ الورع والصبر
ومع أخلاقه الكريمة فقد كتب العلامة صاحب الأزهار
( كان رحمه الله على جانب عظيم من الورع والتقي والزهد والصبر.
وقد حدثني عنه بعض من رآه أنه في قوة القلب
وثبات الجنان في سائر المجتمعات أمام المصائب يضاهي أبطال هذه الصفات مضافا إلى ما سبق ما
حفظ له المكانة في القلوب وجميل الذكر وحسن الأحدوثة )
- لم تطل أيامه
فبعد رجوعه من النجف الأشرف بثلاث سنوات توفي رحمه الله يوم الخميس ۱۳۳۷/۳/۲۸ من الهجرة النبوية ولا يعلم سبب الوفاة ولكن العلامة العمران يشير ضمنا لأحداث مؤلمة شاهدها الجميع ولعله يشير للأحداث التي وقعت في تلك السنين المقاربة لأيام وفاته . .
فرحمه الله تعالى وحشره مع سادته الطاهرين .
أقل الطلبة حسام آل سلاط - القطيف
الأحد ٦ ذو القعدة ١٤٤١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق