البحوث

  • المجتمع

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

في ذكرى اقتران النورين ،، الحياة الزوجية أسس ومبادئ

إنه عنفوان الحياة وجنة السرور لمن عرف مغزاها ووقف على حقيقتها ، فالحياة الزوجية تمثل منطلق التكامل الإنساني  وانبعاث الهمة لحياة أفضل .

أول حياة زوجية ناجحة بكل المقاييس بعد زواج النبي صلى الله عليه وآله من خديجة هو زواج أمير المؤمنين من فاطمة عليهما السلام ، فقد وقع عقد النكاح في الأول من ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة وجاءت روايات متعددة في وقت الزفاف منها رواية بأنه تم زفافها بعد عام من عقد نكاحها ، ويقال في التاسع عشر من ذي الحجة كان الزفاف .

إن  ذكرى زواج النورين (علي وفاطمة) في أول ذي الحجة لمحطة رائعة تدعونا لمراجعة مستوى الانسجام والتعاون والتكامل في حياتنا الزوجية عاما بعد عام ؛ فما أجمل أن نحتفي بهذه الذكرى الرائعة .

تمتاز الحياة بأنها متنقلة من حال إلى حال لذا يحتاج الإنسان فيها إلى سكن يسكن إليه , وهذا السكن يُفترض أن تتوفر فيه مجموعة من الخصائص ليكون سكناً مستقراً .

الإنسان الرجل والمرأة يحتاج كل منهما إلى الآخر , ولكن بشروط وخصائص معينة تناسب الآخر لتحقيق الاستقرار في حياة تعصف بها شتى الضغوط ، فكيف إذا تحولت بعض البيوت إلى غليان وصراع لا يقر لها قرار والسبب بنظرهم مجهول وفي الحقيقة السبب ( عدم فهم معنى الزواج ) من أحدهما أو كلاهما .

من هنا كانت الحاجة إلى الزواج ولكن قبل الدخول في الزواج مباشرة لابد من وجود مقدمة تكون بمثابة التهيئة والاستعداد للحياة الزوجية المجهولة لكلا الطرفين .

🔹غاية الخطوبة ومدتها :

يعتقد بعض المندفعين من الطرفين أن فترة الخطوبة فترة الترفيه والدلال المطلق , فيحاول كل منهما أن يقلد الآخرين ويبتكر طرائق جديدة في الترفيه ظناً منهما أن هذه الفترة استثنائية لا دخل ولا تأثير لها على الحياة الزوجية المستقبلية , ولكن العكس هو الصحيح , فكل ما يقوم به كل طرف منهما سيُسجل في ديوان الحياة الزوجية وسيطبع بصماته عليها  .

🔸الغاية من الخطوبة هو التالي :

1- أن يتعرف كل طرف على صفات الآخر , ويتفهم طبيعته .

2- أن يحاول البحث عن المشتركات العامة في شخصية الآخر لا  مسخ شخصيته .

3- أن يمدا جسور المحبة والثقة بينهما عبر القناعة بالطرف المقابل وعدم المقارنة بالآخرين .

4- أن يستعدا للدخول في العش الزوجي عبر الاستعداد المادي والنفسي .

5- أن يكشف كل طرف عن طبيعته الحقيقية لتكون الحياة مبنية على الصدق لا على الكذب , ولكن ليس كل سر يُقال للطرف الآخر فبعض الأسرار تهدم الحياة الزوجية .

6- أن يحاولا الاستقلال شيئاً فشيئاً عن العائلة لتكوين البيت الجديد , ولا نعني به القطيعة بل الاعتماد على النفس مع التواصل والاستفادة من خبرات الأهل .

7- أن يتبادلا الحب بحدود ما تسمح به مرحلة الخطوبة مراعاة ً للظروف غير المتوقعة .

8- أن يتعلم الطرفان مهارات الحياة الزوجية السعيدة عبر القراءة وحضور الدورات الهادفة غير الخادعة فقد ورد عن الرسول ( ص) : ( قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً ) .

🔸تعتمد فترة الخطوبة على طبيعة ظروف كل زوجين , فلكل شخصين ظروفهما الخاصة التي لا يمكن قياسها بالآخرين . ففترة الخطوبة فترة خصبة لتلاقي الطرفين , ينبغي مراعاة التالي :

- الاستعداد الممكن للدخول في مرحلة العش الزوجي .

- مراعاة  ظروف كل منهما للآخر وتفهمها جيداً .

- عدم الاستعجال في تجاوز فترة الخطوبة بسرعة لدخول مرحلة العش الزوجي , فالعجلة أحياناً تكون عامل هدم , فالطفل يجب أن يمر بمراحل مختلفة ليصل إلى المرحلة النهائية وكذا كل شيء يمر بمراحل , حتى تقدير الله سبحانه للأمور عنده مقادير خاصة وإن كان علمه مطلق بكل شيء , حيث يقول تعالى : ( وكل شيء عنده بمقدار).

- الإطالة في مرحلة الخطوبة بلا داعي عقلائي واقعي يفسد أكثر مما يصلح خصوصاً أن كل طرف يكون مشتتاً بين بيت الأهل والالتصاق بهم , وبين الطرف الآخر , لذا فالإطالة تزرع الكثير من الإشكاليات لوقوع الطرفين تحت ضغوط كثيرة فينتج عن ذلك مشاكل غير متوقعة .

- المرحلة الطبيعية والجيدة المناسبة لفترة الخطوبة تتفاوت بين السنة إلى السنة والنصف ليفهم كل منهما الآخر ويستعدا لمرحلة العش الزوجي .

- عدم إدخال الأهل في كل كبيرة وصغيرة في علاقتهما , وما يدور بينهما من اختلافات وخلافات لكي لا تتضخم المشاكل , لأن كل أسرة ستميل لابنها أو ابنتها , ومن هنا تنشأ المشكلة الكبرى . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق