البحوث

  • المجتمع

الجمعة، 25 يونيو 2021

🎋الأسرة الإيمانية وبناء الثقافة ‏🎋 ‎


كلمة الجمعة 14-11-1442 
 
[ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] (النحل 97)
 
الكلمة تتكون من محورين | 
 
▪︎مسألة شرعية | في تخميس أموال الطفل
 
هل يجب على الولي إخراج خمس أبناءه غير البالغين ؟ 
 
أجاب الفقهاء على المسألة ولهم عدة مبان  :
1- يرى وجوب إخراج الخمس على الولي .
وهو رأي الشيخ الوحيد والسادة الحكيم والشيرازي ،  واشترط السيستاني بقاءه سنة كاملة ، والشيخ زين الدين يجب بعد استثناء المؤونة .
المنهاج 1- مقدمة باب الخمس | كلمة التقوى 1- م 134 | الموقع .
 
2- لا يرى وجوب إخراج خمس الطفل على الولي .
وهو رأي السيد الخوئي والشيخ الفياض .  الموقع  .
3- التفصيل بين أرباح المكاسب والتجارة وبين المال المختلط بالحرام .
لا يجب على الولي أداؤه بل يجب على الأحوط على الطفل بعد بلوغه سن التكليف أداء خمسه فيما لو بقي الربح على ملكه إلى البلوغ.
وهو رأي السيد الخامنئي | الموقع 
 
▪︎كيف نبني ثقافة أسرة إيمانية؟ 
عبر ثلاث إضاءات : 
 ¤المسؤوليات الواقعية للوالدين
-       حق الأبناء في حسن اختيار الوالدين
تبدأ حقوق الأبناء في الإسلام في مرحلة مبكرّة، قبل زواج الوالدين، وذلك بحسن اختيار كل واحد منهما للآخر، فعلى الرجل أن يختار المرأة التي يريد أن يقترن بها كزوجة والتي ستكون أمّاً لأبنائه، وكذلك على المرأة أن تختار الرجل الذي ستقترن به كزوج، والذي سيكون أباً لأبنائها، وذلك وفق معايير وسمات وصفات أرشدت إليها الشريعة الإسلامية، وأهمّها:
·      التديّن النبي «صلى الله عليه وآله»: لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين، أفضل)
 
لأنّ من أهم ثمار الاقتران بكهذا امرأة:
 
1.   أنّها تكون محافظة على عرضها وشرفها وكرامتها، وزوجها يكون مطمئناً له من هذه الجهة، وملتزمة بما عليها من حقوق وواجبات تجاه زوجها وأبنائها، وهذا مما يكسب الحياة الزّوجية استقراراً وبقاءً واطمئناناً وثقة.
 
2.   أنّها تحافظ على بيت زوجها وأمواله وما يختصُّ به مما هو تحت إشرافها ونظرها في البيت.
 
3.   أنّها تهتم بتربية أبنائها، فتربيهم تربية صحيحة، وتحرص على أن يكونوا مثلها ملتزمين بتعاليم وأحكام الدّين.
 
4.   تقوم بواجبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيتها، فإذا رأت زوجها تاركاً لمعروف أو مرتكباً لمنكر، فإنّها تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وكذلك إذا صدر من أبنائها ما يستلزم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فإنّها تقوم بواجبها الشرعي تجاههم، فتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، فهي خير من يسلك بالزّوج والأبناء إلى طريق النّجاة وسبيل الخير والتقوى والورع والكمال الإنساني، ويؤمّن للزوج ولأبنائه أسباب النجاة والسعادة.
 
أمّا الرجل غير المستقيم على جادة الشريعة الإسلامية، المتجرّء على الله بفعله للمحرّمات، فإنّه سيكون قدوة سيئة لأبنائه، ولن يهتم بتربيتهم وتنشئتهم على الالتزام بالدّين، ولا بتعليمهم شيئاً من أحكام الشرع الشريف والفرائض التي أوجبها الحق سبحانه وتعالى وفرضها عليهم.
 
فعن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: (من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني، فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب) 
وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (من زوج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها) 
 
·      الأخلاق الحسنة
·      اختيار الاسم الحسن
وأحسن الأسماء وأفضلها ما يشعر بالعبودية لله سبحانه وتعالى مثل عبد الله وعبد الرحيم وعبد الرّحمن، وأسماء الأنبياء كمحمد «صلى الله عليه وآله» وعيسى وإبراهيم «عليهما السلام»، وأسماء الأوصياء كعلي والحسن والحسين «عليهم السلام».
وعن سليمان الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن «عليه السلام» يقول: (لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء) 
 
·      التربية
ومن حقوق الأبناء على الوالدين، أن يقوما بتربية أبنائهما تربية صحيحة سليمة، ونعني بالتربية؛ الاهتمام بالجانب الجسدي والنّفسي، الجانب المادي والجانب المعنوي للأبناء، أمّا بالنسبة للجانب المادي الجسدي، فعلى الأب أن يهتم بهذا الجانب لأبنائه فيوفر لهم المسكن والملبس والمأكل والعلاج وغير ذلك مما يدخل تحت عنوان النفقة، فهي أمر واجب على الأب تجاه أبنائه.
 
¤صناعةُ جيلٍ مقاومٌ للفوضى
 اليوم إذ أفرزت الحضارة المادّية أبشع صور الفساد الاجتماعي، وأقسى مراتب الاستبداد .. ممّا لا عهد للإنسان به منذ أقدم العصور، ورغم ما تتبجّح به الدول الكبرى من بلوغها درجة قياسية في التكنولوجيا، فإنّ المفاهيم الحضارية والمادّية الماسكة بزمام الأُمور، والتي تقف وراء هذا التقدُّم العلمي، هبطت إلى درجـة من الانحطاط والتأخُّـر؛ لأنّها تعاملت مع الإنسان بتصوّر مادّي هبط به إلى أدنى مستويات الفشل الاجتماعي . 
 
 ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق ما يلي: (وحقّ ولدك أن تعلم أنّه منك ومُضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنّك مسؤولٌ عمّا ولّيته من حسن الأدب، والدلالة على ربّه والمعونة على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مُثاب على الإحسان إليه، مُعاقب على الإساءة إليه)
 
▪︎جهاد الكسب الحلال :
فينقل أن أحد الصحابة من الأنصار، اسمه أبو دجانة الأنصاري كان مواظباً على صلاة الفجر جماعة خلف النبي «صلى الله عليه وآله»، ولكنه كان يخرج مسرعاً بعد انتهاء الصلاة مباشرة، فأوقفه النبي «صلى الله عليه وآله» يوماً وسأله قائلاً: يا أبا دجانة، أليست لك عند الله حاجة؟ فقال أبو دجانة: يا رسول الله إنّه ربي ولا أستغني عنه طرفة عين، فقال «صلى الله عليه وآله»: إذاً لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة ثم تدعو الله بما تريد؟ قال أبو دجانة: إن لي جاراً من اليهود، وله نخلة يمتد فروعُها في صحن داري فإذا هبت الريح ليلاً أسقطت رطبها عندي، لذلك أخرج مسرعاً لأجمع ذلك الرطب، وأردّه إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي فيأكلوا منه وهم جياع، وأقسم لك يا رسول الله إنني رأيت أحد أولادي يمضغ تمرةً فأدخلت إصبعي في حلقه فأخرجتها قبل أن يبتلعها، ولما بكى ولدي من الجوع، قلت له: أما تستحي من وقوفي أمام الله سارقاً.
 
▪︎ التهيئة والحصانة الروحية :
عبر الارتباط بأماكن العبادة والزيارة ولو خيّر بين زيارة المقدسات أو السفر للدول السياحية ذات الجو البارد فأيهما سيختار ؟
 
الارتباط بالدعاء المربي للنفوس ومن الشواهد  على سلوك الإمام السجاد (ع) التربوي الخاص بالعقيدة دعاؤه واستعاذته من سيء الاخلاق ومذام الأفعال ومكاره الأمور في قوله : (أَللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَـانِ الْحِرْصِ ، وَسَوْرَةِ الغَضَبِ وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ وضَعْفِ الصَّبْر وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ ، وَإلْحَاحِ الشَّهْوَةِ ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ ، وَمُتَابَعَةِ الْهَوَى ، وَمُخَالَفَةِ الْهُدَى ، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ ، وَإيْثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ وَالإصْرَارِ عَلَى الْمَأثَمِ، وَاسْتِصْغَـارِ الْمَعْصِيَـةِ ، وَاسْتِكْثَارِ الطَّاعَةِ ...) 
 
▪︎الحب المتوازن ليكونوا قريبين من والديهما : 
وعن الإمام الباقر «عليه السلام» قال: (والله إنّي لأصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبّة، وأكثر له الشكر، وإنّ الحقَّ لغيره من ولدي، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف أخوته) .
 
▪︎ الحديث الواعي لمجريات التاريخ والواقع 
 
¤الهندسة العملية للجيل الواعي .
☆ تطابق العمل مع العلم والعقيدة: روي عن الامام الصادق (عليه السلام): (ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في اعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا اولئك شيعتنا).
 
☆الملازمة بين الشِعار (شعار التشيّع) والتقوى والورع في دين الله أي الوعي لجوهر التشيع المتمثل بالورع والتقوى: من ذلك قول الامام الباقر (عليه السلام) لبعض شيعته: (والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا وبين الله قرابةٌ ولا لنا على الله حجّةٌ ولا نتقرب الى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعهُ ولايتنا ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا.. ويحكم لا تغتَرُّوا ويْحَكُم لا تغتَرُّوا).
 
☆ البناء الاعتقادي القويم 
لمعرفة مقومات المؤمن بالله تعالى المميز بين خط الله وخط الشيطان .
ومن هنا دأبت الأمم على تشريع قانون حوق الانسان الذي يسعى الى كبح جماح الغطرسة والتسلط ومنع هيمنة القوي على الضعيف ، فكانت التشريعات الدرع الواقي الذي يحمي الافراد من الانتهاكات الخطيرة بحق البشرية ومما ورد عن الامام عليه السلام في هذا الشأن قوله :
 "اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين وانته بنيتي إلى أحسن النيات وبعملي إلى أحسن الأعمال.. يا أرحم الراحمين ".
 
 
☆التفكّر والتأمل لا التلقين والتلقي من الأجهزة :
إنَّ النظريات التّربوية الحديثة ـ ومنها النظرية البنائيّة والنظرية المعرفية ـ ترى أنّ التفكّر والتفكير وما وراء التفكير، وما وراء المعرفة كلّ ذلك من ضروريات التعلّم والتّربية الصحيحة الناجحة.
 
وبيّنت العديد من البحوث والدراسات التّربوية أنّ للتفكير أهمّيّة بالغة الأثر في نفوس المتعلِّمين؛ من خلال تحفيز الوازع الذاتي للتعلُّم، وتمكينهم من التفاعل داخل الصف الدراسي بصورة فعّالة وواضحة، ومواجهة العقبات والصعوبات التي تعترض طريقهم في اكتساب المعلومات العلمية، فضلاً عن ذلك أنّ التفكير يُحفّز المتعلِّم على ممارسة العمليات العقلية بنجاح.
 
 وأمّا ما يخصّ التفكّر والتأمّل، فإنّه عليه السلام، قال: «لكلّ شيء دليل، ودليل العاقل التفكُّر، ودليل التفكُّر الصمت» 
 
 
☆التدرّج والتسلسل في التّربية
نحتاج إلى التّسلسل معه وحسب نموه الفسلجي والسيكولوجي، وأيضاً قد أسعفنا ـ بل كان هو عليه السلام أساسه ـ الإمام الصادق عليه السلام في كيفيّة ذلك، فقال: «دع ابنك يلعب سبع سنين، ويُؤدَّب سبع سنين، وألزمه نفسك سبع سنين» 
 
☆تربية الأُسرة والمجتمع عِبْرَ مداراة الناس والتعاون المستمرّ
إنّ المربّي يجد أصنافاً من الناس يختلفون في أعمارهم وأجناسهم، ويختلفون في طاقاتهم وإمكاناتهم الفكريّة والعاطفيّة والسلوكيّة، ويختلفون في انتماءاتهم وولاءاتهم الطبقيّة والقبليّة والقوميّة والطائفيّة، ويختلفون في درجات قُرْبِهم وبُعْدِهم عن الدين، ويختلفون في نظرتهم للمربّي من حيث الاحترام والتقدير وعدمهما، ومن حيث الثقة به وعدمها، وجميع ذلك بحاجة إلى المداراة .
 
الصادق عليه السلام:   تزاوروا؛ فإنّ في زيارتكم إحياءً لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا، أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فـخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم» .


☆ الزرع الثقافي : 
تخصيص ساعة كاملة أو نصف ساعة للقراءة في السرير وفي ضوء جميل لا شديد الخفوت ولا شديد القوة.
تحدد نصف ساعة أخرى للقراءة عصراً، والقراءة ووالده أمامه كثيراً، واطلاق اسم جميل على تلك الساعة – ساعة القراءة، مثل «غذاء العقل» أو أي مسمى جذاب.
 
في عمر العامين، اختيار كتب مناسبة لعمره، وقصصاً بسيطة مسلية بها رسائل تربوية مليئة بالصور، ويُفضل أن تكون بلغته الأم.
 
في عمر الثالثة والرابعة والخامسة، يمكن أن اصطحابه للمكتبة وجعله ينتقي بعضاً من الكتب التي قام الوالدان باختيارها من قبل، واحرص على أن تكون مسلية، ويمكنك وقتها أن تكون باللغة الأم واللغة الثانية أيضاً.
 
في هذه العمر أيضاً.. اصطحابه للمكتبات العامة، والاشتراك له في فعاليات وورش عمل تهتم بالقراءة للطفل في الصيف.
 
ما بين السادسة إلى العاشرة، الحرص على شراء كتاباً واحداً على الأقل شهرياً، وجعله مكافأة للطفل
 
ما بين الحادية عشرة إلى الخامسة عشر وما بعدها.. ترك مساحة اختيار أكبر بشكل تدريجي، لكن لا نبتعد تماماً عن الساحة، ونحرص على معرفة ما يقرأه، ونناقشه في مجالات قراءاته لتصحيح أي معلومة أو لتوجيه مسار قراءاته.
 
الإجابة على جميع أسئلة الطفل ببساطة وصدق، ومع الشعور بالارتباك من الأسئلة الوجودية أو الدينية أو حتى الجنسية التي يمكن أن تتكشف عنها المناقشة مع الطفل، فلا ننفعل بل نتفق معه على وقت نجيبيه فيه، ونبحث عن الطريقة المثلى لإجابته ولا نتأخر عليه في الإجابة.
 
الإشارة دوماً إلى المفردات الجديدة، ومحاولة التدرب معه على كتابتها في اليوم التالي.
 
نترك له دوماً المجال للتعبير عن رأيه في القصة وشعوره عنها.
نحاول أثناء القراءة – خاصة لطفل ما قبل العاشرة – ممارسة القراءة التعبيرية، أي التمثيل قدر المستطاع وتغيير نبرة الصوت باختلاف المواقف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق