البحوث

  • المجتمع

السبت، 19 يونيو 2021

اللوذ ببيوت الله

🎋 *اللوذ ببيوت الله تعالى*       

 - كلمة الجمعة 7 -11-1442
 أفتتح سماحة الشيخ حسام آل سلاط كلمة الجمعة بقوله  تعالى : 
﴿ *إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ* ﴾ .

وقسّم الكلمة لمحورين رئيسين: 
المحور الأول: *مسألة فقهية  إهداء الثواب* 🎋
هل يجوز إهداء ثواب الأعمال ؟
◀️ يوجد رأيان : 
1️⃣ يجوز | 
يجوز اهداء ثواب العمل إلى الأحياء والأموات في الواجبات والمستحبات .

◀️وهو رأي السادة 
 الإمام والخوئي والسيستاني والخامنئي والشيرازي والمشايخ الوحيد والفياض وزين الدين .    التحرير  | منهاج الصالحين| كلمة التقوى| الموقع  .

 2️⃣ الأحوط وجوباً الاتيان به بنية رجاء المشروعية| وهو رأي السيد الحكيم . 
 منهاج الصالحين، م351

 *المحور الثاني: وعنونه  بيوت الله أم خراب البيوت ؟* 

وعرّف التعمير في في الآية وقال التعمير الحقيقي ( *يعمر* ) هو إنشاء الحق .

وقد اشترط سبحانه في ثبوت حق العمارة وجوازها أن يتصف العامر بالإيمان بالله واليوم الآخر قبال ما نفى عن المشركين أن يكون لهم ذلك ولم يقنع بالإيمان بالله .

▪️تعمير مساجد الله ليس بالعمران المادي بل عمران للحق  الذي يدعو له المسجد ، عمران للحق الذي يقوم عليه الدين ،  عمران لكل فضيلة. 

ومثّل لنموذج يحتاج الى تصحيح بقوله : 
فكم من مشيّد للمسجد هادم للفضائل ، وكم من معمر للمسجد وهو هادم للحق. 

 *بعد ذلك توقف سماحته عند معنى الخشية في الأية الكريمة؟* 
(ولم يخش إلا الله) الخشية الدينية وهى العبادة دون الخشية الغريزية التي لا يسلم منها إلا المقربون من أولياء الله كالأنبياء قال تعالى : 
(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) الأحزاب: 39.
وأضاف نقلاً عن العلامة صاحب الميزان بأن الوجه في التكنية عن العبادة بالخشية ان الأعرف عند الإنسان من علل اتخاذ الإله للعبادة الخوف من سخطه أو الرجاء لرحمته .

▪️ *وتسائل عن الملازمة لتحقق العنوان :* 

وأجاب إنما أخذ الاهتداء مرجو الحصول لا محقق الوقوع مع أن من آمن بالله واليوم الآخر حقيقةً وحققته أعماله العبادية فقد اهتدى حقيقة لأن حصول الاهتداء مرة أو مرات لا يستوجب كون العامل من المهتدين، واستقرار صفة الاهتداء ولزومها له هو المناط في انطباق عنوان الإيمان،

 واستوقفه مثال هام في الواقع بقوله : 
في الحقيقة هناك بعض الناس يتفاخرون أنهم بنوا أفخم مسجد هذا لا يساوي عند الله شيئاً ، فلنلاحظ كيف جعل الله بيته مجرداً من كل زينة ليقول لنا إن الإرتباط برب البيت لا بزينة البيت ولا بأحجار البيت.

 فمن مكروهات الشريعة تزيين المساجد لكي لا ينصرف المصلي عن رب البيت بزينة البيت.

هناك تنافس على التزين وكأنه إبراز للقدرة مما يخالف غرض الله تعالى وهو ربط العباد به لا بالتزين والزينة الشكلية . 


▪️ثم عرّج سماحته على *معايير للإيمان :* 
- الصلاة وهي نقطة هامة وحيوية في كلمةسماحته ، فذكر من معيايير الإيمان: 

- أداء الحقوق الشرعية .
للإيمان موازينه منها ميزان الصلاة ، ومنها ميزان إداء الحقوق الشرعية ، مؤمن لكنه أكثر الناس تملصاً من إداء الحقوق الشرعية ، مؤمن لكن لا يتذكر الخمس إلا صبيحة العيد. مؤمن لكن يبرّر لنفسه اللوامة ،  أو عند قرب الحج يبحث عن أقل سعر يحسب له للخمس وقد يدفع وقد لا يدفع حق الله تعالى . 

- الإيمان المظهري ( الحجاب – اللباس – الهيئة ) 

- الإيمان الجوهري ( ترك المعاصي لزوم الطاعة ) .

وتسائل حفظه الله: من تدعي اليوم أنه أكثر عفافاً من الملتزمات بالحجاب الشرعي وتقول أنها تتحرز في اقتراف الغيبة أكثر من المتدينات.

 إن هذه إنتقائية لإسكات النفس اللوامة فما يناسب مزاجي أأخده وما لا يناسبني أرفضه كشارب الخمر الذي يدعي أنه أكثر من يتبرع للجمعية الخيرية ( *إنما يتقبل الله من المتقين* ) .!
 من مظاهر الإيمان لزوم أماكن العبادة . ( التعلل بالانشغالات والنوم والتعب ) .

اليوم نعيش مرحلة اختبارية وهي هروب جماعي من البيوت العبادية بتبريرات للنفس ليست حقيقية منها الوباء والانشغال والتعب..
 في محرم الفائت أحدهم يسأل فيجيب هل استمعت للعشرة حضوراً  أو عبر البث يقول :  لا. إذن الجائحة اتخذها البعض عذراً للهروب من أماكن العبادة . 

🔅 *أهمية المسجد:* 
وتوقف سماحة الشيخ عند ضرورة الارتباط ببيوت الله تعالى بقوله : المسجد المكان الذي اختاره الله عز وجل ليكون مهد للإسلام ومكان بدايته وإنطلاقه وجعله المكان الأساسي والمنبر الأول لاجتماع الناس حوله جميعهم ذاكرين داعين متوجهين لله عز وجل، تجمعات الناس لها تأثيراتها بشكل طبيعي. 
يجتمع عدد من الناس حول بعضهم و يتحدثون و يستمعون و يتخذون القرارات و يتواصلون فكرياً، و يكون ثمة تعاط و تبادل فكري فيما بينهم. أين يحدث هذا؟ يحدث مثلاً في الأندية الأرستقراطية لأجل أعمال مختلفة، و هذا ما هو دارج في الغرب. أو يحدث في المقاهي. أو في روما القديمة مثلاً كانت تعقد مثل هذه التجمعات في الحمامات، حيث يجتمع عدد من الناس حول بعضهم، و كان الذهاب إلى الحمام ذريعة لكي يتحدثوا و يستمعوا،
 أما أن تكون هذه الاجتماعات في مكان أساسه الصلاة والعبادة فهذا أمر مختلف تمامًا، هذا الأمر يجعل محور الاجتماع الله عز وجل وذكره، ويأخذ القلوب نحو جهة مختلفة، وهذا جزء من إبداع الإسلام في المساجد. 
المعابد موجودة في كل الديانات، لكن المساجد مختلفة عن أماكن عبادة المسيح واليهود والبوذ، حيث وكما وصلنا أن النبي محمد ص لم يكن يقصد المسجد للصلاة فقط ويخرج منه، بل كان المسجد مكان لإدارة دولة إسلامية متكاملة، مكان لمناقشة القاضايا الحربية، مراكز للتعليم، وغيرها من الأمور التي عني بها المسجد في زمن النبي محمد ص. 
المسجد مهم، و هو مقرّ. إنه مقرّ حقيقي كما عرف عنه في اللغات. إنه ليس فقط مقراً للقضية الاجتماعية الفلانية، إنما يمكن للمسجد أن يكون مقراً لكل الأعمال الحسنة. مقرّ لبناء الذات و بناء الإنسان، و مقر لإصلاح القلب و عمارة الدنيا و مواجهة العدو، و ممهّد لصناعة حضارة إسلامية و رفع مستوى البصيرة عند الأفراد، و هلمّ جرا. المسجد مثل هذا المقر.

كذلك المسجد مقر لشتى صنوف النشاطات الاجتماعية. أي إننا حين جمعنا الناس في مكان واحد وحول محور واحد وهو الله عز وجل فما المطلوب منهم؟ من الأمور التي نريدها أن ينهضوا بالنشاطات الاجتماعية. 
المسجد مكان لضخّ الأفكار و نشر الواجبات المختلفة و استقطاب الناس نحو أعمال متنوعة. المسجد لأجل أداء نشاطات اجتماعية و مقر للفعاليات الاجتماعية.
قضية أخرى بخصوص المسجد هي نواة المقاومة بشتى أشكالها . حين يقال مقاومة ينصرف الذهن فوراً نحو المقاومة العسكرية و الأمنية و ما شاكل. نعم، هذه أيضاً مقاومة بلا شك، و لكن فوق هذا هناك المقاومة الثقافية. إذا تزعزع السور الثقافي و الساتر الثقافي في البلاد فسوف يذهب كل شيء أدراج الرياح. 

🔅صبغة إلهية أم تغريبية ؟ 
ثم عرّج حفظه الله ورعاه على صبغة الله فوصفها بأنها كرامةٌ تقديرٌ شرفٌ إكرامٌ تعظيمٌ رفعةٌ 
 تسائل : هل نحن نسير صوب المحورية الدينية أم التبعية الدينيوية التغريبية ؟ هل نتحرك نحو إيجاد حضارة إسلامية أم نحن سائرون صوب التبعية للغرب و للتأثر بالمعطيات والاستنتاجات الغربية الخاوية؟
 هذه قضية على جانب كبير من الأهمية أن نرى بأيّ اتجاه يأخذنا أسلوب حياتنا. ينبغي النظر لأحداث المجتمع بهذه النظرة. 

🔅خلق أجواء إلهية 
النشاط التفاعلي في المساجد وأماكن العبادة من بركاته خلق أجواءً محفزّة على الطاعة.
تفعيل دور المساجد والحسينيات وتجمعات المؤمنين مما ساهم في جذب الناس إليها والتفاعل مع الشعائر الدينية ولو من منطلق السلوك الجمعي.

🔅روايات عامة
ثم استشهد حفظه الله وأعزه بصحيحة أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة. قال أبو عبيدة: فمر بي أبو عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة وقد سويت بأحجار مسجداً فقلت له: جعلت فداك نرجو أن يكون هذا من ذاك؟ قال: نعم)
 وسائل الشيعة: كتاب الصلاة، أبواب أحكام المساجد، باب 8، ح1.
وبحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يؤمر به إلى الجنة).
وسائل الشيعة: كتاب الصلاة، أبواب صلاة الجماعة، باب 1، ح3، 10.
.ورواية عن رسول الله ص: (سبعة في ظل عرش الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله، ورجل ذكر الله عز وجل خالياً ففاضت عيناه من خشية الله، ورجل لقي أخاه المؤمن فقال: إني لأحبك في الله عز وجل ورجل خرج من المسجد وفي نيته أن يرجع إليه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين)
بحار الأنوار: 84/2
عن أبي بصير قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العلة في تعظيم المساجد فقال: إنما أمر بتعظيم المساجد لأنها بيوت الله في الأرض)
 عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة أن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي ألا أن على المزور كرامة الزائر)
بحار الأنوار: 84/6.
عن الصادق (عليه السلام) أيضاً أنه قال: (عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهراً طهره الله من ذنوبه وكُتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء وصلوا من المساجد في بقاع مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة)
بحار الأنوار: 83/384.

 وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتاً في الجنة)
عن علي (عليه السلام) قال: (الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة، لأن الجنة فيها رضا نفسي والجامع فيه رضا ربي)
وسائل الشيعة: كتاب الصلاة، أبواب أحكام المساجد، باب 3، ح6.
  وفي الحديث الشريف: (يأتي في آخر الزمان قوم يأتون المساجد فيقعدون حلقاً ذكرهم الدنيا وحب الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة)باب 14، ح4.


🔅نظرة واعية محفّزة 
نجد أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عندما وطئت قدماه أرض المدينة بعد هجرته من مكة المكرمة، فإن أول عمل قام به هو بناء المسجد تعظيماً للشعار الإلهي، وإحياءً لدور المسجد .

منطلق الإنسان المسلم للعبادة من المسجد، لأنه المكان الأنسب الذي أعده الله عزوجل لعباده .

لا تتهاونوا بالصلاة، ولا يقولنّ أحدكم إني ذاهب للصلاة وحدي في بيتي، كلا، أدّوا الصلاة جماعة، لا بد من التجمع، إملأوا المساجد، إن أعداء الإسلام ـ يخافون من المساجد ، فأعداء الدين يتآمرون ليبعدوكم عن المساجد وعن مراكز التربية والتعليم .

أهمية التردد إلى المساجد في المناسبات الدينية المهمة لأن العبادة في هذا الظرف تأخذ بعداً روحياً ومعنوياً اكبر .

المسجد هو المكان الأكثر ملائمة لكي يتلقي فيه المسلمون أحكام دينهم ودراسة إسلامهم والتعرف على تاريخهم، وذلك من خلال الدروس والخطب والمواعظ والإرشادات التي يتولى أمرها جميعاً علماء الدين الذين يوصلون كل شيء لعدم ابتعاد المسلمين عن دينهم وعن مساجدهم وعن أصولهم العقائدية والفكرية

يجب أن تكثر إقامة الاجتماعات والشعائر بعظمة أكبر ما أمكن ذلك، وان يكثر المنبريون والخطاباء المحترمون من الوعظ والإرشاد ما امكن.  

ولا يزال المسجد في مقدمة المؤسسات التربوية التي تسهم في عملية البناء والتكوين. إنه بغير المسجد لا يمكن للفرد أن يتربى روحياً وأخلاقياً واجتماعياً وفكرياً, بالإضافة الى ذلك لا يمكن أن ينصت لصوت الأذان ويستمتع بأداء الصلاة, فضلا عن ذلك لن يتفاعل مع الموعظة التي تهز النفس والوجدان، ولن يعيش أجواء المودة والمحبة والأخوة الصادقة, ولن يقف على أحوال المسلمين ويتعرف على مخططات الأعداء, ولن.. ولن.. ولن 


قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ ، 
وقال أيضاً: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ ، 
وقال أيضاً: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ، 
وقال تعالى:  ﴿ ... وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ... ﴾

كم من أب أوفقير في الماضي أوقف مسجدا كان ولايزال يخدم الدين وكم من غني اليوم زادت أرصدته في البنوك وهو لديه فقرا معنويا ومعرفيا

الارتباط بالمساجد لها بركات فما من مؤمن مشى لجماعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به للجنة

يجب أن نملئ المساجد  والحسينيات بتفاعلنا بالعدد المسموح ونحث الأقرباء والأصدقاء على ذلك هذه مرحلة مفصلية فإذا تراخينا اليوم فإن الجيل القادم سيكون بعيداً عن الأجواء الدينية لأن الدين يُأخذُ من بيوت الله وبيوت محمد وأل محمد

المساجد هي مؤسسات تبني الإنسان روحياً فكرياً أخلاقياً .. الخ... وضعف بعض المساجد في رسالتها لا يعني أن أتخلى عن الذهاب للمسجد ، ويجب على القيّمين على المساجد الإلتفات لأهمية ما استؤمنوا عليه،  فلا يكون دور القيّوم على المسجد دوراً هامشياً كالاهتمام  بالأثاث فقط بالإنارة أو  المسجد  بل  أن يعمرها بأخلاقهم بإخلاصهم والبرامج النافعة .. وإلا سيكونوا كما عبّر بعض الأعلام قاطعي طريق الخير . فهو يقول إن المتدينين القدوة إذا فعلوا الموبقات اعتبروا قاطعي طريق لأنهم يصدون الناس عن الإرتباط بالله تعالى .

هذه المساجد تدعونا لأن تكون شخصيتنا مصقولةً على الإيمان ويتكوّن لدينا الوعي وأن تكون لنا مقاومة للغرائز المنفلتة وللفجور ولكل أمر يشينه الدين والعقل لتكون شخصيتنا متقوّمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وفي جرعة الوصال... ياصاحب الزمان ما أحلى الصلاة أن تكون بصلاتك في أول وقتها ، وما أحلى الصلاة عندما يفاض على المصلي خشوعاً خضوعاً رهبةً إقبالاً . فيا مولانا إذا لم تكن الصلاة بإقبال فما أخسر صاحبها. وأنت ولي النعمة وسيد السادات فأفض علينا بدعائك  حتى نقبل بقلوبنا وتخشع نفوسنا بين يدي ربنا ونوفّق لإقامة الصلاة وأدائها ونوفّق على تربية أبنائنا على ادائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق