السيدة المعصومة عليها السلام المقامات والقدوة
قال تعالى( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )
تحدّث سماحة الشيخ حسام آل سلاط في كلمة الجمعة في 29 -10 -1442 حيث نتناول بعدين الأول المقامات والملكات والثاني امكانية الإقتفاء لآثار محمد وآل محمد (ع) .
وبيّن أن الآية تشير للذين يتنافسون في الخير ويسارعون لذلك ، فالمؤمن لايعرف الكسل ، إذ نتيجة المسارعة هي السبق.
وتوقّف سماحته عند شخصية السيدة المعصومة فهي ممن سبقت غيرها فلها نسب جليل فأبوها معصوم وأخوها معصوم وهي عمة معصوم ، فاتصالها بالمعصوم لم يكن وقتياً ولاجغرافياً بل كان قلبياً ، فقد امتازت بالورع والعبادة والتقوى والزهادة.
وبيّن سماحته أن هذه المعاني لا تعني أنها لا تستطيع أن تتزين وتتجمل لأنها ليست مالكة للمال ، وهنا أشار سماحة لكتاب ميزانية أهل البيت (ع) وأهمية الاطلاع عليه ومما ذكره أن صرر موسى بن جعفر عليه السلام كان يغتني بها الفقير ، فقد ورد في الروايات أن التوسعة على العيال من الأمور المحببة في الشريعة فكيف بالمعصوم (ع) .
▪️وكل ذلك لم يكن ليغيب عن المعصومة عليها السلام فمن تتصور اليوم أنها أكثر تطوراً وجمالاً وأناقة ً وقدرة على التأنّق فهي مشتبة ، فكل المقومات كانت عند المعصومة من علمٍ وذكاءٍ ونباهةٍ وقوة إرادة وتصميم وعائلة لا يفوقها أحد في الشرف والعزة والدلال ولكنها أردت الله تعالى ولم ترد طريق الشيطان .
ثم بيّن سماحة الشيخ أنواع العصمة وقسّمها إلى العصمة الإكتسابية والعصمة الذاتية.
ووضح أن العصمة الذاتية لا يحتاج المعصوم معها إلى شيء إلا الاتصال بالله تعالى ، فمع خلقته الأولى خلق معصوماً فعن النبي (ص): ( *الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا* )
فمنذو أن كانا صغيرين كانا معصومين عصمةً ذاتية .
والعصمة الإفاضية تكون في غير من كان معصوماً عصمة ذاتية ممن له قابلية تلقي تلك الإفاضات الإلهية فيحتملها بمقدار سعته الوجودية ؛ وضرب مثلاً بالسيدة فاطمة المعصومة (ع) وبيّن أن عصمتها غير إستكفائية فهي محتاجة للمعصوم (ع) في علومها ومعارفها لذلك فعصمتها إفاضية .
وأضاف سماحة الشيخ حين نريد معرفة مقاماتها نجد عدة أمور منها :
▪️فضل زيارتها الكاشف عن اندكاكها في وليها وإمامها
حتى أنزل زيارتها منزلة زيارته فعنه (ع) : ( *من زار المعصومة بقم كمن زارني* )
وقال سماحته: انظر أيها العزيز زيارتها مقرونة بالجنة فكيف تكون زيارة إنسان عادي مقرونة بالجنة؟!. بل هي الواصلة لتلك المقامات الإيمانية الشامخة .
▪️علومها الإلهية التي يكشف عنها القول المروي عن الإمام موسى بن جعفر (ع) في قصة الاسئلة التي حملها الزوار للإمام في المدينة المنورة ولكنهم لم يلتقوا به (ع) فكتبت إجابة على أسئلتهم فكان قوله (ع) ( *فداها أبوها* ) .
وفي الرواية عن الصادق (ع) ( *إن لله حرم وهو مكة وإن لنا حرم وهو المدينة وإن لإمير المؤمنين حرم وهو الكوفة وإن لنا حرم وهو قم وستدفن فيه إمرأة من أولادي إسمها فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة* )
وقد ورد أن جميع الشيعة يدخلون الجنة بشفعتها ولكن من ؟
الشيعة الملتزمون بمنهاج محمد وآله الطاهرين .
▪️مرواياتها عن المعصومين (ع ) منها :
( *ألا من مات على حب آل محمد مات شهيداً* )
( *لا يحل لمسلم ترويع مسلم* )
ثم توقف سماحة الشيخ عند المحور الثاني وهو امكانية الإقتفاء لآثار محمد وآل محمد (ع)
حيث قال : الموجات الدنيوية تأخد من تأخد ولكن من رسخت قدمه في محبتهم (ع) ولم يكن انتمائه إنتماءً وقتياً أو تقليدياً ستجده والثابت القدم.
▪️وتوقف سماحته عند نماذج تحتاج إلى تصحيح فالبعض يقول إن مقتضى أن أكون في مجال طبي أو هندسي أو عمل مختلط أو غيرها من التخصصات أن أتخلى عن بعض الغيبيات والإيمانيات أو أن أتخلى عن الإلتزام الديني وأطلق العنان لأي سلوك وإن كان يتنافى مع العقل والفطرة وهما مكونا ( الدين ) نقول له لماذا ذلك ؟!
يقول إني صاحب عقل وعلم ومقتضى تطوري العلمي عدم الاهتمام الديني والتخلي عن الضوابط وإلا عدني البعض من الزملاء والقرناء متخِّلفاً .
والحقيقة بأن مقتضى التطور العلمي النظر بموضوعية ، ومن خلال النظرة الموضوعية نجد ضرورة الالتزام الديني عقلاً وفطرة ً واستشهد سماحته برواية طويلة منها هذه الفقرة منها : ( إن أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب واستضاء به أسرع إليه اللطف فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد وإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فصار صاحب فطنة فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة فإذا عمل في القدرة عرف الأطباق السبعة فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره بلطف وحكمة وبيان
*فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه*
فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى فعاين ربه في قلبه وورث الحكمة بغير ماورثه الحكماء وورث العلم بغير ماورثه العلماء وورث الصدق بغير ماورثه الصديقون إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب وإن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة فمن أخده بهذه السيرة إما ان يسفل وإما أن يرفع ) .
المرأة عندما تستهدف في قيمها ومبادئها ومعرفتها فإن قلب المجتمع يضرب فإذا ضرب القلب في البدن أصبحت سائر أعضائه خائرة مضمحلة .
▪️جرعة وصال :
وختم سماحة الشيخ كلمته بقوله :
( يامولانا ياصاحب الزمان إن عمتك المعصومة ذابت في إمام زمانها فكسبت ماكسبت من مقامات ونحن وإن كنا ياسيدنا لانصل إلى هذه المقامات إلا أن طمعنا يدعونا بأن نطرق باب لطفك ضوباب محبتك عبر أمك السيدة نرجس فبالسيدة نرجس (ع) افتح لنا باب من معارفك وقوي إرادتنا لنكون طيعين ونكون زينا لكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق