البحوث

  • المجتمع

الأحد، 15 مايو 2022

¤الخدر والقارونية مرضان ¤



 جمال القلوب المفعمة بالخير والصلاح تبعث على الطمأنينة في زمن الانبهارات بكل ظاهرة جديدة إلا أن ظاهرتين ملفتتين تدعونا للتأمل : 

▪︎ خدر الهموم الذاتية :

 وهي في توسعٍ وسبب الإصابة بها (فايروس اللاأبالية) فهناك من لا اهتمام عنده حتى بالأقربين فكيف بالمسلمين والعالم ، ومركز التذرّع هو الانشغال بالعمل والأسرة وكفى .. 
فما أحوج كل إنسان أن يفتح نافذة قلبه ومشاعره وعقله النيّر لهموم دينه وأمته فيتفاعل بمقدار انتمائه لدينه وقيمه . 

▪︎  الأمنية القارونية : 
النموذج القاروني جسد محنّط ، فمن يرى الدنيا هي محور كل الاهتمامات والتطلّعات  سيكون شعاره (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).
 فالانبهار بالنموذج القاروني لا يطول مداه ، والقارونية القطبية المهيمنة الفارضة لمنهجها على جميع العالم مآلها للتلاشي ، والأفق يبشّر بأن (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ).

فحال المنبهرين بالنموذج القاروني هو الفزع حين يروا خسف (تمثال حريته الزائف ) وهو يكبو للهاوية ومعه سائر أصنامه الأيدلوجية المحنّطة ، فقبل ندم المتغررين بالنموذج القاروني العالمي المتجه للزوال نحتاج لعودة صادقة لخط الله سبحانه قبل (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .

والمؤمن بالغيب عنده بشارة إلهية ماثلة بين عينيه تملئ قلبه أملاً وعنفواناً وعملاً ونتاجاً لا يعرف الكسل والتأجيل علماً وعملاً ونفساً وأسرةً لاستقبال ( وأشرقت الأرض بنور ربها ).
 متمسكين بالعروة الوثقى معتصمين بسفينة الهدى التي (من ركبها نجى ) فالصبح قادم بعد ليلٍ بهيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق