البحوث

  • المجتمع

الخميس، 5 مايو 2022

بصمة ترحينية ،، هكذا كان عيده

 الله الرحمن الرحيم 
بقلوب ملؤها الألم والتسليم لأمر الله تعالى ننعى رحيل العلامة المحقق السيد محمد حسن الترحيني الذي لقي ربه يوم عيد الفطر . 
ففي الخبر الشريف عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: *ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه* . الكافي ج١ ص٣٨.

▪︎ سمات فريدة : 
إن سماحة السيد الراحل طاب ثراه يُعد من العلماء المتفانين في خدمة الدين وإثراء الساحة ،فكتبه وتدريسه الممتد وتخرج الكثير عليه من أهل التحقيق والتدقيق  ممن لهم بروزهم الحوزوي اليوم دليلٌ على عمقه وتأثيره على الحواضر العلمية ، وبحجم هذا الحضور نعرف عمق الفقد  .
▪︎ عشق وبصيرة :
حين نجد الحضور الموفق للسيد الترحيني في المشهد العلمي والولائي فيستوقفنا سؤال محوري ، ما هو سر هذا التوفيق ؟
فتتجلى عدة باقات من حديقة حياته المباركة : 
¤ عشقه لسادته الميامين : 
نجد ذلك جلياً في تتبعه وصبره في مراجعة المتون الحديثية واستقصاءه للموسوعات وكما نقل بعض أهل العلم عنه سماعاً منه أنه قرأ موسوعة البحار من الجلدة إلى الجلدة مرتين وشرع في الثالثة وقتها .

¤الإخلاص والتفاني : 
فهو الذي شاع صيته وتألق نجمه في التدريس والتحقيق والحضور العلمي في الحواضر العلمية ولكن كل ذلك لم يغيّر من أريحيته والانبساط في التعامل .
¤ الهمة والإصرار :
رغم كل العقبات التي كانت تواجهه إلا أنه بقي على امتداد تاريخه صاحب همة واصرار على النهوض بالمستوى المعرفي والنضوج العلمي ، فهذا جعله نموذج جاذب وقدوة جميلة لأهل العلم والإيمان. 
ونذكر بعض الصفات على نحو العنونة منها :
¤ الاتقان والإبداع .
¤ الأريحية غير المتكلفة . 
¤ الثقة بالله والرصانة في الطرح .
¤ الوسائل المؤثرة : فكان له حضوره على شاشة القنوات الفضائية بحلقات هادفة ولغة رشيقة وأطروحات فريدة في ميادين مختلفة .
▪︎زبدة البيان : 
ويكفي كتابه التدريسي الفريد الزبدة الفقهية شاهداً على ذلك ، فلا يمكن لفاضل أو طالب يمر بدرس اللمعة الدمشقية دون الاغتراف من معينه عبر شرحه الوافي والفريد  .

▪︎لغة وبيان عذب : 
إن محاضراته ودروسه ببيانه الجاذب ولغته اللطيفة حاضرة في التدريس والنوادي العلمية والتثقيفية عبر الأفق الأثيري وبحر شبكة الانترنت بصوته الهادئ ولغته الجميلة .
▪︎ ظل ممدود : 
 لقد امتد ظل السيد الترحيني طاب ثراه ليستوعب الطيف الموالي على تنوعه بتوازنٍ وموضوعية دون افراط أو تفريط لتشعر الساحة الإيمانية بفداحة المصاب ووحشة الفقد المؤلم مما انعكس على أجواء العيد الممزوج بالحسرة .

فنسأل الله تعالى أن يجعله في زمرة سادته الطاهرين ويجازيه الثواب الأوفى لجهوده وجهاده العلمي الكبير .
 
أقل أهل العلم حسام آل سلاط- المدينة المنورة- الخميس 3 شوال 1443 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق