لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم رحمك الله يا الشهم أباأمير
▪️بقلوب لهفى مسلمة لأمر الجليل تعالى تلقينا وفاة عزيزنا المؤمن الشاب علي ابن الحاج عبدالأمير المحروس،،
▪️فهكذا يختار الحسين عليه السلام عشاقه ويستصفيهم ليكونوا مقرونين باسمه الشريف فكيف إذا كانوا في جواره وفي حمى أيامه الشريفة في أربعينه وكربلائه وبعد المشي لزيارته .
▪️وهكذا كنت أيها الشاب المؤمن الوفي علي في آخر لقاءنا بعد المجلس الحسني في المجيدية صبيحة شهادة الإمام الحسن (ع) في بيت خالتك المؤمنة تعبر بحرقة وبشوق للزيارة وتبشرني أنك تستعد للذهاب مع تجهيز مقدمات السفر بعد أن حرمت من الزيارة العام الماضي..
فذكرت لك أن والدك المؤمن الحاج عبدالأمير المحروس في مثل هذا المكان في تباريك زواجك ودعني حين ذهبت للحج وأوصاني وصية من يشعر بدنو أجله فقد كان عاشقا لإمامه الحسين محبا لمجالسهم وترحمنا عليه وذكرنا أن من عجائب توفيق والدك وحسن خاتمته أنه لقي ربه يوم عرفة بعد إحياء مجلس عزاء فقلت لك حينها :
عجيب أمر الحسين عليه السلام فهو يختار عشاقه بعناية.
▪️يومها كان حديثك مختلفا وعشقك للحسين (ع) طافحا وقد أطلت الوقوف متناسيا كل شيء مترنما بحبهم (ع) ومتذكرا لكمالاتهم بوعي وبصيرة وبحكمة من عركته الحياة فكنت تبين عن قلب يفاض عليه من الحكمة والعشق والمودة لآل الرسول (ع) ،،،
▪️وهكذا كان الوداع ودموعك الحارة على مصائب آل الرسول (ص) كما هي عادتك ولكنها كانت غزيرة أيضا وأنت ملاصق لمنبر حسينية السيدة المعصومة عليها السلام في نفس يوم شهادة الإمام الحسن (ع) ليلا ووجهك المشرق بنور عشقهم وحبهم ومجددا الوداع مرة أخرى عند خروجك ، وكأن لحب الحسين (ع) معان لا يستعذبها إلا من اختارهم الحسين لها، فهم في شوق لمجالسه وإحياء ذكره، وفي شوق للبكاء عليه، وفي شوق لزيارته ، وفي شوق لخدامه ، وفي شوق لأريج كربلاءه ، فكيف لا يشتاق الحسين لعشاقه ليحلوا ضيوفا في جنة جواره وأيام عزاءه وهو إمام الوفاء وسليل خاتم الأنبياء والأوصياء وسيدة النساء (ع) .
▪️هكذا مذ عرفتك يافعا مهذبا وشابا وفيا شهما متخلقا بأخلاق الصالحين وروحك الشفيفة كانت تزداد بهاء ونقاء منذ تلك السنوات مرورا بعقدك وزواجك ووفاة أبيك المؤمن الحاج عبدالأمير وأنت الوفي مع أعزتك، والحريص على حضور مجالس آل محمد عليهم السلام وعزاءهم.
▪️كيف لا تكون حسينيا ووالدك ذو الدمعة الغزيرة على آل محمد ووالدتك الصالحة المؤمنة الخالة الغالية أم حسين ربط الله على قلبها ، العاشقة والخطيبة خادمة للحسين بوجودها وبقلبها الفياض بالوفاء والمحبة ، وببيتها مأتم مستنير بذكر آل محمد عليهم السلام في كل محرم وكل المناسبات وفي كل ليلة جمعة.
▪️رحلت وأنت في ريعان شبابك الحسيني النابض حبا وأخلاقا وبسمة مخلصة وود وتواصل وصدق ووفاء .
▪️إن توفيقك لهذه الخاتمة الجميلة وهي الحلول بجوار المعصوم (ع) وكما ورد عن إمامنا أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال:
[ انظروا إلى ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاور الرسول الله صلى الله عليه وآله] ليكون علامة حسن الخاتمة .
فكانت مكافأة لك لعدة صفات رائعة اتصفت بها وما أحوج شبابنا وبناتنا لها :
1- حسن برك بوالديك وتضاعف هذا البر بوالدتك العطوفة بعد وفاة والدك ، حيث جسدت البر والمحبة والعناية بها وجمال تصرفاتك معها وحسن حديثك وعذوبته معها الذي كان يطيب قلبها ويبلسم آلامها.
2- حنوك على أخواتك وأبنائهم وبناتهم ومحبتك الصادقة واشعارهم بوجودك معهم دوما، وما أجملها من صفة جميلة حين لا ينسى الشاب أخواته مع زواجه وانشغالاته.
3- نفسك الكريمة التي تطفح شهامة وتقديرا واحتراما للآخرين، وروحك الشفافة المحبة للخير، حيث يجدك أحبتك المبادر دوما لكل شيء جميل دون أي تكلف.
4 - حبك لمجالس أهل البيت عليهم السلام الذي تضاعف بشكل ملفت في السنوات الأخيرة بحيث مهما وجدت فرصة بادرت لاغتنامها لتكون ممن ينال شرف [ أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ]
▪️وبعد هذا إنا لفقدك يا علي لمحزونون،، فجبر الله قلب والدتك وخالتك العطوفتين وأهلك وقرابتك رجالا ونساء كبارا وصغارا وأحبتك وأصدقائك الذين سيفتقدون روحك الجميلة وبسمتك النقية وحديثك العذب، ولكنا نحتسبك ضيفا مخلصا عند سيد الشهداء (ع) وفي جوار ربك الكريم..
الفاتحة لروح الشاب المؤمن علي بن الحاج عبدالأمير المحروس ووالديه والعلماء والشهداء والمؤمنين والمؤمنات وحشره مع سادته الطاهرين وخلف على فاقديه بالصبر والسلوان والخلف الصالح.
أقل أهل العلم حسام آل سلاط - القطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق