البحوث

  • المجتمع

الأحد، 17 سبتمبر 2023

🎋 *وترجل بقية السلف.. السيد الخرسان🎋*

🎋 *وترجل بقية السلف.. السيد الخرسان🎋* 


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ ]
وَورد عَنْ الإمامِ الصَّادقِ عَلَيهِ السَّلامُ :
{ إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ } 
بألم ووجع وحسرة  وتسليماً لأمر الله تعالى تلقينا خبر رحيل العلّامة المحقق الكبير آية الله السّيّد مهدي الخرسان رضوان الله تعالى عليه وحشره مع محمّد وآل محمّد عليهم السّلام...

نعزي إمامنا المهدي أرواحنا والعالمين فداه ومراجع الطائفة وأعلامها وأسرة العالم الفقيد والفضلاء والحوزات والمراكز العلمية برحيله المؤلم. 

🔅والفقيد الكبير من أجلة الحوزة العلميةوأساطينها حيث كان من تلاميذ مرجع الطائفة السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي
وممن أفاد الراحل من المحقق الرجالي الفذ العلامة آغا بزرك الطهراني، والعلامة المدافع عن حريم الولاية العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني وغيرهم 

🔅 له الكثير من المصنفات الرصينة التي لها حضورها في المكتبة الدينية حيث جمعت في موسوعة صدرت مؤخرا.


🔅مما امتاز به الفقيد الكبير صفات جليلة يتصف بها الأولياء كونه بقية السلف الصالح :

1 *. التقوى والزهد :* 
 حيث تتضوع روحه جمالا وصلاحا، فالنظر له يذكر بالآخرة ويحفز النفس للقرب من الله تعالى والزهادة في الدنيا .

2- *البناء المعرفي الرصين :* 
في زمن الميديا وتسارع الزمان اضحت المعرفة والثقافة العميقة أزهد ما يتسم به هذا العصر، فمثل المحقق الكبير صورة العالم الذي كما يحقق في القضايا الفقهية والأصولية يحقق ويتتبع في المسائل التاريخية والتراثية يدفعه حب العلم ونشره، فقدم موسوعات ودراسات عميقة أضفت للمكتبة ولحياض الولاية قوة ومعالم علمية يفتخر بها محبو أهل البيت عليهم السلام.
3- *التواضع والأبوة :* 
كانت روحه النقية ترابية متسمة بالتواضع الجم الذي يلمسه الزائر بل الناظر والقارئ لفكره ومحياه السمح الذي تكسوه مع جلالة الإيمان بسمة أبوية عذبة وخطابا حانيا بالتوجيه المزهر بالتجارب الناضجة والبصيرة الحكيمة.

إن الفراغ الذي خلفه فقد هذا السيد الجليل لخسارة لا يمكن جبرها فإنا لله وإنا إليه راجعون.

🔅ولنعم ما كتب الفقيد الراحل بقلمه ليكون درسا لنا معاشر أهل العلم ولشبابنا وأجيالنا العزيزة، اقتنص هذه اللفتات الهامة منه :
▪️وها أنا قد بلغت من العمر ما صح فيَّ (زرع آن حصاده) فأسأله تعالى العفو والرضوان. 

▪️ومن نعم الله تعالى علىَّ أن انصرفت إلى جانب البحث والتحقيق والتأليف، وفي ذلك تعويض خدماتي للناس عمّا يقوم به الغير في صراط تفعيل العلم في جهات أخرى، ربّما تكون المسؤولية الشرعية فيها أكبر وأخطر.
▪️بدأت علاقتي بالكتاب حين كتبت عن الصحابي الجليل ابن عباس حبر الأُمة، ولم أكن أملك كتاباً واحداً يسعفني في حاجتي سوى كتاب شرح نهج البلاغة للمعتزلي ومروج الذهب للمسعودي وبعض أجزاء البحار في مكتبة المرحوم السيّد الوالد(قدس سره)، فكان من الطبيعي أن أسعى في طلب المصادر في المكتبات العامة، وليس يومئذ منها في النجف الأشرف سوى مكتبة المرحوم المغفور له الحجة الشيخ كاشف الغطاء(قدس سره)في مدرسته، ومكتبة الحسينية الشوشترية، والاستفادة منهما برهن مجيئ الناظر ليفتح المكتبة، ولي في ذكرياتي عنها بعض الحديث.

▪️فرّج الله عن المؤمنين بظهور المصلح المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والممتثلين لأوامره والمستشهدين بين يديه، كما في دعاء العهد.
الفاتحة لروحه النقية وللعلماء 
والمؤمنين والمؤمنات

أقل أهل العلم حسام آل سلاط - القطيف
الأحد 1 ربيع الأول 1445.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق