إنا لله وإنا إليه راجعون بقلوب موجعة مسلّمة لأمر الله تعالى افتقدنا بغتة أخاً رحيماً وصديقاً وفياً أفنى زهرة شبابه وتابع أيام حياته بالتفقّه في الدين ونشر تعاليمه دون معرفةٍ لكلل أو ملل ، حيث تميزت شخصية العزيز السيد ياسر السيد حسن العوامي رحمه الله الذي ودّع الدنيا مع أيام شهادة جدته الصديقة البتول الطاهرة عليها السلام بالتالي :
1- الهمة العالية : حيث لكل وقتٍ شغل بين وظيفته كمعلم ٍ ، فهو كالنحلة التي تنشر أريجها أيما حلّ مع أريحية ولباقة ، ولا يفوّت فرصة فمتى ما اجتمع مع أحد الأفاضل إلا وأثار مسألة شرعية ابتلائية سائلاً عن بيانها وتطبيقاتها ، ثم بعد الاستماع المتأدب يعرض ما سمعه من شرح العلماء طالباً المزيد من البيان .
2- حبه للعلم والعلماء : فمنذ معرفتنا به قبل أكثر من عشرين سنة وهو لا يكل من تلقي الدروس في الحوزة العلمية ومجالسة الفضلاء إذ ملازمته للعلامة الشيخ إبراهيم الغراش وكونه أحد خاصته ينوب عنه في شؤون الحقوق الشرعية والصلاة معه على الدوام شاهد على ذلك ، وكم بقيت لوعة فقد العلامة الغراش في نفسه وبقي وفياً له لآخر لحظة في حياته حيث كان يعتبره أباً له وقدوته في العلم والعمل والحرص على صلاة الجماعة وترويج فقه آل محمد عليهم السلام ، فضلاً عن مجالسة المشايخ خصوصاً مجلس أخينا الغالي سماحة الشيخ محمد الطيب وفقه الله حيث علمت من المرحوم وجود جلسة ضحى كل يوم بعد الانتهاء من الدروس الحوزوية حتى أذان الظهر تثار فيها المسائل الشرعية والنقاشات العلمية ويحضرها الإخوة المشايخ حيث كان يرغبني في حضورها فاستجبت لطلبه فرافقته إحدى المرات إلى هذه الجلسة الطيبة .
ناهيك عن تدريسه للفقه لسنوات ممتدة لا يكل ولا يمل مستهدفاً فئة الشباب والناشئة في الليل في الحوزة العلمية وفي هذا الصدد ألف كتاباً أسماه ( منهاج العبادات ) تتضمن مقدمة الكتاب معان راقية وفكرٍ ناصع فجزاه الله خيراً وقد أهداني نسخة منه مشفعة بأبيات رقيقة من نظمه في حق الحقير .
ناهيك عن تدريسه للفقه لسنوات ممتدة لا يكل ولا يمل مستهدفاً فئة الشباب والناشئة في الليل في الحوزة العلمية وفي هذا الصدد ألف كتاباً أسماه ( منهاج العبادات ) تتضمن مقدمة الكتاب معان راقية وفكرٍ ناصع فجزاه الله خيراً وقد أهداني نسخة منه مشفعة بأبيات رقيقة من نظمه في حق الحقير .
3- عشقه لصلاة الجماعة :
إذ هي من صفاته البارزة فلا تراه يفوّت الجماعة ما أمكنه حتى إذا ما كانت لديه فرصة بين دروسه في المدرسة خرج لأقرب مسجد ليأتم بإمامها ، ولا يستنكف عن الالتحاق بصلاة الجماعة ممن يعرف منهم حسن الظاهر في عدد من المساجد وقد يتعنى للصلاة مشياً على قدميه مسافات طويلة رغم أنه مصاب بداء السكر وخشونة الركب ومشاكل في الظهر ، وكان السيد رحمه الله ممن يلتحق بجماعة هذا العبد الحقير سواءً في مسجد السيد الخوئي طاب ثراه أو في منطقة المجيدية في شهر رمضان ليلاً ، وكان رحمه الله لا يتوقف عن إحياء صلاة الجماعة بنفسه في عدة أماكن قد أحياها بالجماعة .
إذ هي من صفاته البارزة فلا تراه يفوّت الجماعة ما أمكنه حتى إذا ما كانت لديه فرصة بين دروسه في المدرسة خرج لأقرب مسجد ليأتم بإمامها ، ولا يستنكف عن الالتحاق بصلاة الجماعة ممن يعرف منهم حسن الظاهر في عدد من المساجد وقد يتعنى للصلاة مشياً على قدميه مسافات طويلة رغم أنه مصاب بداء السكر وخشونة الركب ومشاكل في الظهر ، وكان السيد رحمه الله ممن يلتحق بجماعة هذا العبد الحقير سواءً في مسجد السيد الخوئي طاب ثراه أو في منطقة المجيدية في شهر رمضان ليلاً ، وكان رحمه الله لا يتوقف عن إحياء صلاة الجماعة بنفسه في عدة أماكن قد أحياها بالجماعة .
4- خدمة والديه :
امتاز هذا العزيز المؤمن بأنه ساعٍ لخدمة والديه فلا يتأخر عن خدمة والدته وأبيه كما ذكر لي بأنه يحرص على خدمته بنفسه ما أمكنه رحمة الله عليهما ، ولا أنسى كيف كان وقع وفاة والدته عليه حيث أخذ منه الأمر مأخذاَ عظيماً لشدة حبه لها وتعلّقه بها رحمها الله تعالى .
امتاز هذا العزيز المؤمن بأنه ساعٍ لخدمة والديه فلا يتأخر عن خدمة والدته وأبيه كما ذكر لي بأنه يحرص على خدمته بنفسه ما أمكنه رحمة الله عليهما ، ولا أنسى كيف كان وقع وفاة والدته عليه حيث أخذ منه الأمر مأخذاَ عظيماً لشدة حبه لها وتعلّقه بها رحمها الله تعالى .
5- وفاؤه لأحبته وتفاعله بصدق :
رغم مرضه الذي عانى منه سنوات طويلة وانشغاله بوظيفته ودروسه وتدريسه وعائلته وإقامته لصلاة الجماعة إلا أنه كان لا ينفك عن زيارة أحبابه الذين زاملهم ورافقهم وتعرّف عليهم من مشايخ ومعلمين ومجالس خير ، حيث كان يزورهم ويؤانسهم بروحه الطيبة وبسمته الجميلة ، فضلاً عن حثه على القيام بالواجب من فرح وحزن تجاه زملاءه كما حدّثني أحد زملائه إذ هو ممن يجمعهم ويرتب لزيارة من لديه مناسبة منهم، فضلاً أنه لا ينسى أصدقاءه وزملائه بل حتى طلابه القدامى فيزورهم بين الفينة والفينة دون أن ينساهم مع انتقاله لمكان آخر ، وأذكر أنه رحمه الله قبل وفاته بأسبوع التقينا في تباريك أحد المشايخ من طلابنا فأرسل لي رسالة أنه استخار الله للمشاركة في التبريك تلك الليلة فجاءت ممتازة وأنه استبشر برؤيته لي في نفس المكان ( ذكر أمراً ثم قال رحمه الله تعالى : لكنني فرحت و سررت برؤيتكم ) .
كان رحمه الله يملك قلباً نابضاً بالمحبة والإحساس فما إن يرى أحداً يحتاج إلى شيء يقدر على تقديمه إلا وبادر إلى ذلك مع اهتمام ، وكانت نفسه سخية ً ففي أكثر من مرة وجدته مبادراً لرفع ألم عن مؤمنٍ محتاج دون تردد أو تراخٍ وها هو قد قدم على ما قدّم لنفسه من عمل صالح وذكرٍ جميل ليلاقى الجزاء الأوفى من ربه وسادته الطاهرين (ع) .
رغم مرضه الذي عانى منه سنوات طويلة وانشغاله بوظيفته ودروسه وتدريسه وعائلته وإقامته لصلاة الجماعة إلا أنه كان لا ينفك عن زيارة أحبابه الذين زاملهم ورافقهم وتعرّف عليهم من مشايخ ومعلمين ومجالس خير ، حيث كان يزورهم ويؤانسهم بروحه الطيبة وبسمته الجميلة ، فضلاً عن حثه على القيام بالواجب من فرح وحزن تجاه زملاءه كما حدّثني أحد زملائه إذ هو ممن يجمعهم ويرتب لزيارة من لديه مناسبة منهم، فضلاً أنه لا ينسى أصدقاءه وزملائه بل حتى طلابه القدامى فيزورهم بين الفينة والفينة دون أن ينساهم مع انتقاله لمكان آخر ، وأذكر أنه رحمه الله قبل وفاته بأسبوع التقينا في تباريك أحد المشايخ من طلابنا فأرسل لي رسالة أنه استخار الله للمشاركة في التبريك تلك الليلة فجاءت ممتازة وأنه استبشر برؤيته لي في نفس المكان ( ذكر أمراً ثم قال رحمه الله تعالى : لكنني فرحت و سررت برؤيتكم ) .
كان رحمه الله يملك قلباً نابضاً بالمحبة والإحساس فما إن يرى أحداً يحتاج إلى شيء يقدر على تقديمه إلا وبادر إلى ذلك مع اهتمام ، وكانت نفسه سخية ً ففي أكثر من مرة وجدته مبادراً لرفع ألم عن مؤمنٍ محتاج دون تردد أو تراخٍ وها هو قد قدم على ما قدّم لنفسه من عمل صالح وذكرٍ جميل ليلاقى الجزاء الأوفى من ربه وسادته الطاهرين (ع) .
6- حبه لإرشاد الحجاج والمعتمرين :
إذ هي من سماته الجميلة فلا يعرف الفتور في الإرشاد وبيان الأحكام الشرعية وبيان النكات العلمية والفوائد التاريخية والعقائدية .
إذ هي من سماته الجميلة فلا يعرف الفتور في الإرشاد وبيان الأحكام الشرعية وبيان النكات العلمية والفوائد التاريخية والعقائدية .
7- شعيرة الاعتكاف :
كان مسجد الإمام علي عليه السلام بالقطيف ومساجد أخرى في بلدات القطيف من أوائل الأماكن التي أحيت هذه الشعيرة الربانية وكان من الرعيل المؤسس لها حيث أن المرحوم كان قد دعى العبد الحقير من السنوات الأولى للمشاركة بقراءة الدعاء أو كلمة في المعتكفين ، مع حرصه على التواجد خصوصاً في ليلة استضافتنا ، ولو اعتذرت للإخوة عن المشاركة اتصل ليؤكد رغبته الشديدة في مشاركة العبد الحقير مع إظهار شوقٍ لذلك ، فمن أدبه الجميل وخلقه الرفيع استقباله لي عند باب السيارة إلى داخل المسجد ، وفعلاً صادف أن استجبت لطلبه في إحدى المرات ولكن ليلة الاستضافة لم أجده في المسجد فتألمت لعدم رؤيتي له لما يحمله قلبي من محبة له رحمه الله، ولم يفتر عن حث الشباب على دوام هذه الشعيرة واستضافة المشايخ والخطباء ومنهم الحقير .
كان مسجد الإمام علي عليه السلام بالقطيف ومساجد أخرى في بلدات القطيف من أوائل الأماكن التي أحيت هذه الشعيرة الربانية وكان من الرعيل المؤسس لها حيث أن المرحوم كان قد دعى العبد الحقير من السنوات الأولى للمشاركة بقراءة الدعاء أو كلمة في المعتكفين ، مع حرصه على التواجد خصوصاً في ليلة استضافتنا ، ولو اعتذرت للإخوة عن المشاركة اتصل ليؤكد رغبته الشديدة في مشاركة العبد الحقير مع إظهار شوقٍ لذلك ، فمن أدبه الجميل وخلقه الرفيع استقباله لي عند باب السيارة إلى داخل المسجد ، وفعلاً صادف أن استجبت لطلبه في إحدى المرات ولكن ليلة الاستضافة لم أجده في المسجد فتألمت لعدم رؤيتي له لما يحمله قلبي من محبة له رحمه الله، ولم يفتر عن حث الشباب على دوام هذه الشعيرة واستضافة المشايخ والخطباء ومنهم الحقير .
7- صبره وتحمّله :
كانت الأمراض تتوالى عليه حتى أصيب بالمرض الخبيث فنالته يد الكرامة الحسينية كما ذكر لي رحمه الله ذلك بالتفصيل حتى انتشر الخبر بين المؤمنين واستبشروا ، ثم سافر إلى أمريكا لاستئصال جزء من المعدة وعاد متماسكاً صابر يعاني آثار ذلك متماشياً مع المرض والألم .
كانت الأمراض تتوالى عليه حتى أصيب بالمرض الخبيث فنالته يد الكرامة الحسينية كما ذكر لي رحمه الله ذلك بالتفصيل حتى انتشر الخبر بين المؤمنين واستبشروا ، ثم سافر إلى أمريكا لاستئصال جزء من المعدة وعاد متماسكاً صابر يعاني آثار ذلك متماشياً مع المرض والألم .
إن رحيلك أيها الأخ الحبيب آلم قلبي وأوحشني من هذه الحياة التي لا يدع الموت فيها صالحاً إلا واختطفه من أحبابه وأوجعهم , فعند الله نحتسبك وعند جدتك الصديقة الزهراء المظلومة عليها السلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق