البحوث

  • المجتمع

الأربعاء، 27 مارس 2019

مقتطفات من كلمة الجمعة : واحة الحب والإبداع




 ورد في دعاء يوم الجمعة《 واجعلني من أتباعه وشيعته واحشرني في زمرته》.



المشايعة:  هي منهج الإسلام الأصيل وهو لا يضمحل بل يزاد رفعة وعلواً ، وكيف لا وقد أمدته يد الغيب الربانية من يد محمد وآل محمد.


خط المشايعة لا يعرف التراجع وجعل له أهل البيت عليهم السلام مشخّصات ومنها رواية الحسن بن علي عليهم السلام : (وقال رجل للحسن بن علي عليهما السلام: إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي عليه السلام: يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير.

وقال رجل للحسين بن علي عليهما السلام: يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم، قال:
اتقِ الله ولا تدعيّن شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم ) .


- فالمشايعة 

1- مرتبة لا تكون إلا لمن التزم خطهم عليهم السلام.

2- إن مرتبة المشايعة ليست مرتبة إدعائية إنما هي مرتبة مرتبطة بالقول والعمل ، والمشايعة جهاد للنفس والأهواء.

رواية عن الصادق من آل محمد عليه السلام وهو يشير إلى أن المشايعة جهاد للنفس قوله :         ( امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة).

3- ومن المشايعة أيضا الحفاظ على أسرار آل محمد عليهم السلام وتزكية الأموال ومواساة الإخوان فيها.

لهذا ما نراه اليوم من تميّز لهذه الأرض الطيبة المباركة بمحبة آل محمد (ع) هي ثمار هذا الارتباط ولها خصائص موضوعية جعلتها ولاّدة للإبداع .

إن هذه الواحات الطيبة أي بلاد البحرين قديماً أعني القطيف والأحساء والبحرين تميّزت منذ قديم الزمان بمميزات في عصور كانت الفتن تعصف بالعالم كله ومنها:

١- أنها كانت واحة توحيدية وكانت على الأصول التوحيدية حتى قبل الإسلام .

٢- روح التماسك والتآزر وعدم الذوبان .

٣- المحبة للعلم والتفاني فيه .

تحديات تواجه المسلمين : 

- العالم الإسلامية  اليوم يعيش تحديات كبيرة تحتاج إلى وقفة صادقة لكي لا يغرق المسلمون فيها ويضيعوا تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم .


- من أجل الحقيقة يواجه فإن المسلمين أمامهم تحديات تعصف بهم بسبب قوى الكفر في العالم منها:

          أ‌-  تحدي ينتظر الإسلام وهو إشاعة روح الإحباط والفساد في محيط المسلمين تحت مصطلح الحرية.

       ب‌ - إشاعة الفساد وتضخيمه حتى يصبح الدين في نظر الناس عاجز عن تلبية حاجات الإنسان وعاجز عن مقاومات الفساد الأخلاقي .

       ت‌- خلق الجماعات التكفيرية حتى يترسّخ في أذهان الناس خصوصاً الشباب أن هذا الدين دين دموي.

       ث‌- إشغال الإنسان بذاته وهمومه ومشاكله العائلية والمالية حتى يعتزل عن محيطه ولا يهتم بغيره .


دين يتسع للحياة وينهض بها : 

ويُطرح تساؤل :هل هذا الدين بمساحته الواسعة عاجز عن تلبية حاجات الإنسان؟

-  الإسلام لا يحارب العلم والفن إنما يريد الكلمة الطيبة والعلم المهذب.

- فلم يحرم الإسلام الزينة التي أخرجها الله إلى عباده وإنما هذّب مقاصدها حفاظاً على كينونة الإنسان وموقعيته وعطاءه .

- ولم يحرم الرياضة والرسم المنضبطين .

- ولم يحرّم الصوت الحسن إنما وضع ضابط لكل ذلك.

- لهذا نحن بحاجة إلى وقفة صادقة فالمشايعة فعل وليس قول.

- وأهل هذه الواحة الطيبة لا يقبلون الانحدار في الدين والأخلاق والممارسات والمعاملات بداعي الحرية إنما يريدون كل ذلك بالضوابط الشرعية والقيم الأخلاقية الرصينة التي لا تنفك عن الحياة فدعوى الحرية الشخصية لا يمكن أن تحول الحياة إلى فوضى وإلا لسعى كلُ إنسان لممارسة كل ما يرغب ولو كان في ذلك وبال على غيره تحت شعار الحرية ، فالحرية مكفولة في كل مكان ضمن ضوابط متعارفة  .

◼مقتطفات من كلمة الجمعه لسماحة الشيخ حسام آل سلاط - 8 رجب 1440 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق