لكم هذه المقالة التي كتبها سماحة الشيخ جواباً لتساؤلات من أحد المؤمنين وننشرها لما فيها من فوائد بالمناسبة .
السلام عليكم ورحمة الله
جوابا لسؤال العزيز سيد أحمد حمزة حول ما كتب من عدم حضور ليلى أم علي الأكبر رضوان الله عليهما في كربلاء ، فسأعرض الإشكالات وأدلة نقضها مستعينا بالله تعالى :
🔹الإشكال :
ننفي وجودها في كربلاء، إذ لو كانت في كربلاء وأسرت ضمن السبايا، لذكر لها خبر أو أثر في مجلس يزيد أو ما شابه، لكن لم يصلنا أي شيء من هذا القبيل .
🔸نقض الإشكال :
نفي وجود شخص بناء على عدم ورد خبر لكلامه أو مواقفه دليل غير تام ، إذ كان رواة الواقعة صنفين الأول : أنصار بني أمية وجلساؤهم وهؤلاء لن يذكر إلا ما يبرر أفعال آل أمية ويبرز مناوئيهم بكل صورة هزيلة أو غير متزنة وهؤلاء أكثر من كتب التاريخ وأملاه ؛ وصنف آخر من شهد تلك الأحداث ولكن منهم من كان شجاعا فأثبت ظلم يزيد وفضحه ومنهم من اكتفى بالمشاهدة دون التعبير عن أي موقف وهم الأكثر حتى لم يسجل شهاداته لتلك الأحدث سوى النزر اليسير .
مضافا لكون تسجيل العملي ليس بالضرورة أن يكون متبوعا بتوثيق الحادثة .
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن هنالك شخصيات كثيرة من بنات أمير المؤمنين عليه السلام وغيرهن كالسيدة رقية بنت أمير المؤمنين زوجة مسلم بن عقيل وفاطمة بنت أمير المؤمنين عليهما السلام، فهل أورد التاريخ كلام نساء بني عقيل بن أبي طالب فضلا عن الرباب زوجة الحسين عليه السلام التي وردنا مواقف قليلة جدا فيما بعد معركة الطف في الكوفة والشام والطريق فهل ننفي وجودها لعدم كلامها.
🔸أبوسفيان ليس جدا لليلى: وما يقال عن أن والد ليلى ابومرة كانت أمه ميمونة بنت أبي سفيان اشتباه ، إذ ميمونة أم لداوود بن عروة بن مسعود وليست أما لأبي مرة فهي زوجة أبيه لا أمه فلهذا فأبوسفيان ليس جدا لليلى عليها السلام ويمكن مراجعة ما كتبه الأخ الخطيب الموفق أستاذ عارف سنبل في كتابه عبق من السيرة الحسينية فقد تتبع أقوال المؤرخين بدقة وتوصل للنفي .
🔹اشكال العلامة الشيخ عباس القمي : الظاهر عدم حضورها هناك، ولم أجد في الكتب المعتبرة شيئًا.
🔸جواب الاشكال :
بل ورد في بعض المصادر حضورها منه :
💡كتاب وسيلة الدارين في أنصار الحسين ص 294 :
ورد في بعض الكتب المعتبرة : ( فقاتل علي بن الحسين حتى قتل ، وكانت أمه واقفة بباب الفسطاط تنظر إليه ) .
💡ابن شهر آشوب
في كتابه مناقب آل أبي طالب ج4/118 أن علي الأكبر ((طعنه مرة بن منقذ العبدي على ظهره غدراً فضربوه بالسيف فقال الحسين(ع): (على الدنيا بعدك العفا)، وضمَّه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط فصارت أمه شهربانويه ولْهى تنظر ولا تتكلم.
☀ فأصل إثبات ابن شهر آشوب لحضور أم علي يفي بالمطلوب وإن اشتبه في اسمها فذلك وارد إذ الأمر متعلق بنساء خفرات مستترات لا يختلطن إلا نادرا وجو المعركة وما يرافقه من اضطراب النفوس وذهول العقل للمناظر المروعة من قتل ودماء ؛ إذ أم السجاد ماتت في نفاسها .
🔹
وقال السيد المقرّم – رحمه الله- (ولعلها كانت متوفاة قبل الطف ) .
🔸الجواب : بل أورد بعض المؤرخين ما أورده عن راو : كنت أطوف في سكك المدينة وأنا على ناقة لي ، حتى أتيت دور بني هاشم ، فسمعت من دار رنة شجية وبكاء حنين ثم سأل جارية عن الدار وصاحبها فأخبرته أنها دار الحسين ، وأن الباكية هي ليلى أم علي الأكبر لم تزل تبكي ابنها ليلا ونهارا .
وسيلة الدارين في أنصار الحسين ص 194 .
هذا ما كتبته على عجل وسط الزحام وضيق الوقت .
ويمكن مراجعة مجموعة كتب وموسوعات حسينية تحقيقية قيمة منها :
- الصحيح من سيرة الإمام الحسين عليه السلام للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي .
- موسوعة الإمام الحسين عليه السلام لمؤسسة الحديث للعلامة الشيخ محمدي ريشهري.
ولها كتابان مختصران.
- موسوعة الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة.
-موسوعة الإمام الحسين عليه السلام للسماوي.
وغيرها من التحقيقات المستقلة حول النهضة الحسينية وأبطالها ككتب
السيد علي جمال أشرف الحسيني
والسيد محمد حسن الترحيني وإصدارات العتبة الحسينية والعباسية المقدستين.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
حسام آل سلاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق