البحوث

  • المجتمع

السبت، 4 سبتمبر 2021

المرجع الحكيم ..قامة لا تعرف الأفول

بسم الله الرحمن الرحيم 
بقلوب ونفوس مكلومة صك أسماعنا يوم شهادة إمامنا زين العابدين(ع)

خبر جلل ومصاب عظيم ويالها من خسارة كبيرة فقد عمدٍ من أعمدة الفقاهة وركنٍ من أركان الإيمان والعلم ، وآية من آيات التقوى والورع المرجع  آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم الطباطبائي الحكيم (قده)

وبهذه المناسبة الأليمة ‏نعزي مولانا صاحب العصر والزّمان أرواحنا فداه ومراجعنا العظام والسادة آل الحكيم الكرام وفضلاء الحوزات العلمية وعموم المؤمنين .

▪︎إن فقد هذا الطود العظيم لهو ثلمة بيّنة  في الدين ويتم أصاب المؤمنين ، فقد كان سيدنا الحكيم مدرسة كبيرة ومؤثرة بمنهجه وسلوكه وتربيته وآثاره المباركة التي لا يسدها غيره .

▪︎إن روحه القدسية التي كانت تفيض طهراً وقلبه الطاهر الذي يحنو على الأمة ، ورؤاه الأبوية التي تربّي الموالين على التمسك بالحق وإظهار عظمة الدين وتعاليم أئمة الحق (ع) لهي مصداق للعالم الرباني .

▪︎لقد لقي السيد الكبير طاب ثراه في سبيل بقاء الدين ونصرة سادته الأطهار (ع) صنوفاً من العذابات المهولة وتعرّض قدس سره والسادة الأجلاء من آل الحكيم الكرام لأهول عظيمة تفوق التصوّر حيث ظن فرعون العراق أن السيد الجليل سينبس بكلمة ترضي الباطل وتضعف منهاج الحق وتخذله ، ولكنه وقف كالجبل الأشم فقدّم في سبيل مواقفه المبدئية أربعين شهيداً من عائلته المباركة دون أن يتزلزل أو يتراجع ليثبت للتاريخ أن العلماء الربانيين هم أمناء الله على شريعته وظل للأمة على مر العصور . 

▪︎إن جهاده الذي بذله في أحلك الظروف من خلال : 
-  اصراره العظيم على إبقاء زيارة سيد الشهداء (ع) شعلة تلهم الإيمان وتضيء الكرامة رغم الجنازير والسيوف المسلطة فبقي وفياً ناصراً للحسين (ع) حتى آخر رمق من حياته المباركة وهو المبادر بنفسه الشريفة للمشي في طريق الأربعين مع ضعف بدنه وكثرة علله وتعبه  .
- حكاية قلمه الذي اصطبغ بدمه ودماء آل الحكيم الكرام ، فقد كان مداده العشق وأوراقه قلبه الهائم في حب آل محمد (ع) فهي أعجوبة تخجل النفوس المقصّرة والمتذرعة بالظروف .

لقد كانت كتبه وبحوثه الثرية والمتنوّعة مصداقاً لمغالبة العقبات في مضمار العشق لآل محمد (ع) الذي يتفانى لأجله الموالون الصادقون فكانت بعض بحوثه العلمية قد سطّرها بين أصداء السياط وأقبية السجون المظلمة ليعلمنا أن منهج آل محمد جدير بالتضحية بالغالي والنفيس فهو منهج حق مقاوم للأعاصير والفتن وباقٍ بعزة رغم كل الظروف فهو ( نور الله الذي لا يخبو ) .  

▪︎وأما تواضعه الجم الذي يلمسه البعيد قبل القريب في سلوكه ومنهجيته ، وترفّعه عن سفاسف الدنيا لهي شواهدُ نابضة بالإيمان أجلُّ من الحصر والإحصاء تثبت للعالم أننا أمام طودٍ عظيم وفادح جلل لا يمكن تعويضه .

فإنا لله وإنا إليه راجعون

أقل أهل العلم حسام آل سلاط

الجمعة 25 - 1- 1443 .

http://hussam-salat.blogspot.com/2021/09/blog-post_4.html

هناك تعليق واحد:

  1. الف الف رحمه ونور على روح الفقيد العظيم المرجع المجاهد إلى جنان الخلد ايها الفقيه الرباني حشرك الله تعالى مع ساداتك الكرام آل محمد الطيبين الطاهرين صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين
    وعظم الله لكم الأجر شيخنا الجليل

    ردحذف