البحوث

  • المجتمع

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

🎋 *الفاضلة أم هادي رسالية مؤثرة🎋



بقلوب مكلومة ونفوس مسلّمة لأمرِ اللهِ سبحانه تلقّينا خبر ارتحال الأخت الفاضلة المؤمنة أم هادي الصيود ..

فهي من وهج الصديقة البتول وعقيلة آل محمد ورساليتهما وصيوان عزتهما خرجت عليها الرحمة والرضوان .. 
 فأشرقت أمومة واعية ، وبصيرة رسالية ، وحوزوية مربية ، ومتفقهة ناهضة ومؤمنة عارفة بزمانها وحاجاته والجيل ولغته وعوامل جذبه .

▪️ لقد كانت رحمها الله تعالى بحق عنوان للشخصية المؤثرة في أبعادها المختلفة في صفوفها التدريسية معلمةً ومربيةً للأجيال ، وفي جانبها المُلهِم حوزوية ً تدرس وتدرّس وتطوي المسافات بهمة وشوق لرحلات في طلب العلم مع المشتاقات من المؤمنات للدراسة فكانت حوزة قم المقدسة مقصدها بمعيتهن تهيئ لهن ما يحتجن له لدراسة واعية بهمة عالية .. 

▪️وحين تكون الأنشطة الدينية الجاذبة تكون مؤسسةً ومديرةً لحسينية المهدية بمدينة سيهات التي أصبحت بجهودها وجهود أخواتها وبناتها الواعيات قبلةً للمؤمنات تحتضنهن وتستقطبهن لخدمة الدين والقيم في برامج متنوعة وبإدارة محكمة وعمل مؤسسي متقن .

▪️ لقد قدّمت حياتها ووجودها لدينها وسادتها الأطهار ، فعشقها لهم (ع) يجعلها تقف في أي موقع يتطلب وجودها لإنجاح العمل الرسالي دون النظر للعناوين والاعتبارات ، فغايتها ورسالتها التي ترجمتها وكانت تابناها : ( ضرورة احتضان المجتمع للكفاءات بتطوير مهارات القيادة والتواصل الفعال والاتجاه إلى التخصصية والحرفية في العمل الديني والتطوعي ) فترجمة ذلك عملياً .
وكذلك أولت رحمها الله ( أهمية حفظ التوازن بين متطلبات إدارة البرامج والفعاليات التطوعية وبين إدارة المسؤوليات الأسرية ) فكانت مثالاً لذلك  .

▪️أن اخلاصها لدينها ومساعيها المتواصلة دون كلل جعلها في مصاف الشخصيات الدينية المؤثرة على مستوى المنطقة حيث الطيف الواسع من المتأثرات بشخصيتها وما شهده تشييعها من حالة استثنائية من خروج جموع كبيرة وهي حالة نادرة أن يحظى غير الكبار من العلماء  بشييع ضخم ولكن المجتمع كان واعياً لدورها مستشعراً موقعها فخرجت الجموع لوداعها المؤلم بحسرة وألم .  

▪️كانت النفوس تواقةً لعودتها لميادينها المعرفية ولكن بينما دموع الحزن على رزء الزهراء عليها السلام وفجائع مصابها ،  وأكف الدعاء مرفوعةً بالدعاء بسلامة هذه المؤمنة جاء النداء ( *ارجعي إلى ربك* ) فبين المرض والرحيل سنتان كانت فيهما هذه الصالحة صابرة محتسبة برباطة جأش إيمانيٍ   وسكينة قلب واضحين  .. 

فرحمك الله تعالى أيتها المؤمنة الصالحة ولقّاك ربك سرور  القرب ممن عشقتيهم عليهم السلام وبذلت حياتك في حبهم فكان يوم الموافاة واللقاء في رحاب شهادة أم الحسنين عليهما السلام .
▪️ وعزاؤنا ومواساتنا لزوجك المؤمن وبنيك الأعزاء وأخواتك وبناتك المؤمنات اللاتي تربين على يديك الكريمتين ومجتمعك الولائي العزيز الذي قدّر جهودك وفجع برحيلك السريع ، فما أحوج المجتمع لمثلك ممن يحملن الهم القيمي والتربوي  .

وإنا لله وإنا إليه راجعون 

أقل أهل العلم حسام آل سلاط 
الإثنين 15-5 -1443 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق